وقع انفجاران إرهابيان بالقرب من سفارتي مصروالإمارات المغلقتين في العاصمة الليبية طرابلس التي تسيطر عليها ميليشيات مسلحة. وأعربت مصر عن إدانتها بكل قوة التفجير الإرهابي الآثم الذي استهدف محيط السفارة المصرية في طرابلس، والذي يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية وحرمة مقار البعثات الدبلوماسية، ويسيء للعلاقات التاريخية وروابط الدم التي تجمع بين مصر وليبيا وشعبيهما الشقيقين. كما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية بأشد العبارات سلسلة التفجيرات الأخيرة التي استهدفت سفارات أخري ومنشآت ليبية عامة سواء في طرابلس أو طبرق أو البيضا علي مدار اليومين الماضيين، مؤكداً أن هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية الخسيسة إنما تستهدف المساس بتطلعات الشعب الليبي في الحرية والاستقرار والأمن، وتقوض عملية بناء مؤسسات الدولة في ليبيا، فضلاً عما تمثله من تدمير للجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار من قبل الحكومة الليبية وأضاف أن هذه التفجيرات الإرهابية الخسيسة تثير الشكوك عن الاستعداد للحوار من قبل جماعات إرهابية تعتمد علي العنف لتحقيق أهداف سياسية، وهو الأمر في نفس الوقت الذي يعزز من مصداقية مبادرة دول الجوار الجغرافي لليبيا والتي تم تبنيها في القاهرة في 25 أغسطس الماضي وما تتضمنه من عناصر واجبة التحقيق لضمان مصداقية أي حوار يؤدي إلي حل سياسي للأزمة الليبية. وحذر مسئول إماراتي من عواقب سيطرة الميليشيات الإسلامية علي العاصمة الليبية واعتبر أن الانفجارين يؤكدان انتشار «حالة الفوضي».. وقال مراسل «فرانس برس» إن سيارة ملغومة في موقف سيارات قريب من سفارة مصر انفجرت صباح أمس مما أدي إلي حدوث أضرار مادية دون وقوع إصابات. وأسفر الانفجار عن تحطم زجاج المبني وإلحاق أضرار بالسيارات المتوقفة بالقرب منه. وفي الإمارات، قال مسئول طلب عدم كشف هويته إن سفارة بلاده في طرابلس استهدفت «بانفجار كبير». وأوضح أنه لم يكن هناك أحد في السفارة لكن ثلاثة أشخاص غير إماراتيين يتولون تأمين السفارة أصيبوا. وسفارة مصر في طرابلس مغلقة منذ فبراير بينما أغلقت سفارة الإمارات في مايو الماضي بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. كما أغلقت معظم البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية مقراتها في المدينة. ويسيطر تحالف من ميليشيات معظمها اسلامية تحمل اسم «فجر ليبيا» منذ نهاية اغسطس علي طرابلس وجزء كبير من غرب ليبيا بعدما طردت خصومها إثر معارك طاحنة. وفر البرلمان والحكومة المعترف بهما دوليا من العاصمة إلي شرق البلاد. وكان تحالف «فجر ليبيا» اتهم الامارات ومصر بشن غارات جوية في اغسطس علي قواته التي كانت تخوض معركة حينذاك للسيطرة علي طرابلس. ونفت مصر «أي تورط مباشر» في هذه العملية بينما التزمت الامارات الصمت حول مشاركتها في الغارات. يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني علي رأس وفد يضم وزير الخارجية محمد الدايري ورئيس الأركان العامة للجيش اللواء عبد الرازق الناظوري إلي العاصمة السعودية الرياض. أحمد مجدي ووكالات الأنباء