ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الإمارات شنت سلسة من الغارات الجوية انطلاقا من القواعد المصرية ضد ميليشيات إسلامية في العاصمة الليبية طرابلس في أغسطس الماضي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 13 نوفمبر, في تعليقها على التفجيرين, اللذين استهدفا سفارتي مصر والإماراتبطرابلس, أن قوات مصرية ساعدت أيضا ميليشيات مسلحة مناهضة للإسلاميين في القتال الدائر حول مدينة بنغازي شرقي ليبيا. كما نقلت "نيويورك تايمز" عن دبلوماسيين غربيين مطلعين على تقارير استخبارية قولهم:" إن قوات خاصة مصرية شاركت أيضا في مداهمات بالقرب من مطار في مدينة بنغازي". وتابعت الصحيفة " مصر والإمارات تشاركان في حرب إقليمية بالوكالة بليبيا, وتفجيرا طرابلس جاء كرد انتقامي على هذا التدخل في الشئون الليبية". واستطردت " مصر والإمارات, ومعهما السعودية, تنظر إلى ليبيا باعتبارها جبهة مركزية في حرب إقليمية بالوكالة ضد قوى الإسلام السياسي, والتي بدأت بعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي". أدانت كل من الإمارات ومصر التفجيرين الذين استهدفا سفارتيهما في طرابلس، فيما أنحت أبو ظبي باللائمة فيهما على جماعة أنصار الشريعة وقوات فجر ليبيا التي تسيطر على الأوضاع الأمنية بطرابلس, والتي سبق أن نددت بالتفجيرات. وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية :"إن هذا التفجير الإرهابي يقتضي من الجميع العمل الحاسم والسريع للقضاء على هذه الممارسات الإجرامية التي تستنكرها المجتمعات الدولية". وحمل الوزير الإماراتي قوات فجر ليبيا وجماعة أنصار الشريعة "المسئولية الجنائية والقانونية لهذا العمل الإرهابي". ومن جهتها, أدانت وزارة الخارجية المصرية الانفجارين, ووصفتهما بأنهما عمل إرهابي وانتهاك سافر للقوانين الدولية ويضر بالعلاقات بين البلدين. وكانت قوات فجر ليبيا نددت, في بيان نشرته قناة "الجزيرة", بالتفجيرين ووصفتهما بالإرهابيين واتهمت جهات استخبارية غير ليبية بمحاولة النيل من استقرار ليبيا وإظهار العاصمة بأنها غير آمنة. وزار وزير الخارجية الليبي محمد الغيراني موقع التفجيرين، وأعلن أن الجهات الأمنية بدأت التحقيق فيهما، واتهم الغيراني جهات استخبارية بأنها تريد إعطاء رسائل سلبية للبعثات الدبلوماسية في طرابلس، وإظهار العاصمة بأنها غير آمنة. وكانت سيارة ملغمة انفجرت في 13 نوفمبر قرب مقر السفارة المصرية الذي يقع في طريق الشط وسط طرابلس, وتلاه انفجار سيارة ثانية خارج سفارة الإمارات في حي قرقارش شرقي العاصمة. وقال مراسل "الجزيرة" إن خلوّ السفارتين من الطواقم الدبلوماسية بعد إخلائهما منذ نحو شهر بسبب تأزم العلاقات بين ليبيا من جهة ومصر والإمارات من جهة أخرى أدى لعدم وقوع إصابات بشرية، مشيرا إلى أن الأمر اقتصر على إصابات مادية في المبنيين وفي سيارات كانت تقف بمحيطهما. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المقار الدبلوماسية للدولتين، إذ سبق أن تعرضت سفارة الإماراتبطرابلس العام الماضي لهجوم بقذيفة صاروخية, كما تعرضت القنصلية المصرية في بنغازي لهجمات عدة. وواجهت مصر والإمارات اتهامات من "الثوار الإسلاميين, الذين شاركوا, في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي", بالتدخل عسكريا إلى جانب قوات مناهضة لهم في شرقي البلاد وغربها, وشملت تلك الاتهامات شن غارات على مواقع لقوات فجر ليبيا بطرابلس في أغسطس الماضي, مما أدى لمقتل ثلاثين من المسلحين الإسلاميين. وحدث التفجيران وسط تقارير عن اعتزام مؤيدين للواء المتقاعد خليفة حفتر إثارة اضطرابات في طرابلس في 15 نوفمبر, وحذر المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا من أن قوات الثوار ستتصدى بحزم لأي محاولة لإثارة الاضطرابات في العاصمة. وكان أربعة من الجنود الموالين لحفتر قتلوا في 12 نوفمبر في تفجير وُصف بالانتحاري استهدف مدخل قاعدة "الأبرق" الجوية قرب مدينة البيضاء شرقي بنغازي, كما انفجرت سيارة ملغمة في مدينة طبرق (أقصى شرقي ليبيا) مخلفة إصابات. وتأتي التفجيرات في شرقي ليبيا وغربها, في وقت تتواصل الاشتباكات في مدينة بنغازي بين قوات حفتر, الذي يشن منذ مايو الماضي ما يسميها "عملية الكرامة" ويلقي دعما إماراتيا مصريا, وبين "مجلس شورى ثوار بنغازي". كما يشتبك "ثوار الغرب مع مجموعات موالية لحفتر في محيط مدينة ككلة بالجبل الغربي (جبل نفوسة) في جنوب غرب ليبيا". ويستهدف سلاح الجو التابع للواء حفتر منذ أشهر مواقع وثكنات عسكرية تابعة للثوار السابقين بمدينتي بنغازي ودرنة, بعد أن بدأ في 16 مايو الماضي "عملية الكرامة"، قال إنها ضد كتائب الثوار، بعد اتهامه لهم ب"التطرف والإرهاب والوقوف وراء تردي الأوضاع الأمنية وسلسلة الاغتيالات في بنغازي".