أدانت مصر بكل قوة التفجير الإرهابى الآثم الذى استهدف محيط السفارة المصرية فى طرابلس، والذى يمثل انتهاكا سافرا للقوانين والأعراف الدولية وحرمة مقار البعثات الدبلوماسية، ويسىء للعلاقات التاريخية وروابط الدم التى تجمع بين مصر وليبيا وشعبيهما الشقيقين. كما أدان الدكتور بدر عبد العاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية بأشد العبارات سلسلة التفجيرات الأخيرة التى استهدفت سفارات أخرى ومنشآت ليبية عامة سواء فى طرابلس أو طبرق أو البيضا على مدى اليومين الماضيين، مؤكدا أن هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية الخسيسة إنما تستهدف المساس بتطلعات الشعب الليبى فى الحرية والاستقرار والأمن، وتقوض عملية بناء مؤسسات الدولة فى ليبيا فضلا عما تمثله من تدمير للجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار من قبل الحكومة الليبية. وأضاف أن هذه التفجيرات تثير الشكوك عن الاستعداد للحوار من قبل جماعات إرهابية تعتمد على العنف لتحقيق أهداف سياسية. وكانت سيارتان مفخختان قد انفجرتا بالقرب من سفارتى مصر والإمارات المغلقتين فى طرابلس أمس، التى يسيطر عليهما مسلحون فى ظل موجة من أعمال العنف المستمرة فى ليبيا منذ الإطاحة بنظام القذافى. وأعلنت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (لانا) أن اثنين من حراس السفارة المصرية أصيبا بجروح طفيفة، وقال مراسل وكالة "فرانس برس" إن السيارة المفخخة كانت مركونة فى موقف قريب من سفارة مصر فى حى الضهرا، موضحا أن الانفجار أدى إلى تحطم زجاج المبنى دون تأثره، وألحق أضرارا بالسيارات المتوقفة بالقرب منه وبعدد من المنازل المجاورة، ولم تكن هناك أى خسائر بشرية. وبعد دقائق انفجرت سيارة مفخخة ثانية أمام سفارة الإمارات فى حى قرقارش بطرابلس، وأضافت الوكالة الليبية الرسمية أن التفجير أدى إلى أضرار بعدد من المنازل المجاورة وبعض السيارات دون سقوط ضحايا أو وقوع إصابات. وفى الإمارات، قال مسئول طلب عدم كشف هويته إن سفارة بلاده فى طرابلس استهدفت "بانفجار كبير" فى وقت مبكر من صباح أمس، مشيرا إلى أن ثلاثة أشخاص غير إماراتيين يتولون الأمن، جرحوا فى الخارج. ومن جانب آخر، شن الطيران الحربى الليبى غارات جوية على مواقع بمدينة درنة منها كتيبة شهداء أبو سليم، مما أدى إلى مقتل ثلاثة على الأقل وإصابة آخرين. ودعت رئاسة الأركان العامة بالجيش الليبى كافة المجموعات المسلحة التى لا تتبع شرعية الدولة لتسليم أسلحتهم فى فترة أقصاها الثلاثين من نوفمبر الجارى.