سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضربة موجعة لإدارة أوباما الحزب الجمهوري ينتزع الأغلبية في «الشيوخ» ويحرز نصرا تاريخيا في «النواب»
الديمقراطيون يخسرون معاقل رئيسية في سباق الحكام.. قبل انتخابات الرئاسة 2016
ايليز ستيفانيك أصغر نائبة أمريكية أحكم الجمهوريون أمس رسميا قبضتهم علي مجلسي الكونجرس؛ النواب والشيوخ، لتبدأ مرحلة من تسديد الضربات السياسية الموجعة لإدارة الرئيس باراك أوباما التي استهدفوها طوال حملتهم الانتخابية بالانتقاد اللاذع. وفاز الجمهوريون باكتساح في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس والتي جرت أمس الأول، حيث انتزعوا السيطرة علي مجلس الشيوخ ورسخوا غالبيتهم في مجلس النواب محققين فوزًا يكشف عن إحباط واستياء الأمريكيين حيال الرئيس وحلفائه الديمقراطيين. ففي مجلس الشيوخ حيث جري الاقتراع لتجديد ثلث مقاعد المجلس (36 مقعدا)، بات الجمهوريون يسيطرون علي 52 مقعدا علي الأقل بعدما انتزعوا سبع ولايات من الديمقراطيين (أركنسووكولورادوومونتانا وكارولاينا الشمالية وداكوتا الجنوبية وفرجينيا الغربية). وبات الديمقراطيون الذين كانوا يسيطرون علي المجلس منذ عام 2006 يشغلون 44 مقعدا علي الأقل بالاضافة الي سيناتور مستقل، في حين لم تعلن النتائج بعد في الاسكا وفرجينيا، وستجري دورة ثانية في 6 ديسمبر بولاية لويزيانا حيث نتائج الاقتراع عالقة. وفي مجلس النواب الذي تجددت مقاعده بالكامل وعددها 435 مقعدا فقد ضم الجمهوريون عشرة مقاعد علي الأقل جديدة في المجلس حيث من المتوقع ان يتعدوا عتبة ال246 مقعدا وهي نتيجة سجلوها فقط منذ ستين عاما في عهد إدارة الرئيس الأسبق «هاري ترومان». وفي المقابل سيطر الديمقراطيون علي 157 مقعدا حتي الان، في حين تواصلت امس عملية فرز الأصوات في عدد من الولاياتالأمريكية. ونتائج الاقتراع التي تتيح لخصوم الرئيس إملاء أجندتهم البرلمانية للعامين الاخيرين من ولاية أوباما، تمنح التيار المحافظ في الولاياتالمتحدة زخما وقوة يتوقع ان تعينه علي خوض انتخابات الرئاسة عام 2016، لاسيما بعد سيطرته في هذا الاقتراع علي ولايات تعد تقليديا حاسمة في سباق البيت الأبيض مثل فلوريدا وأوهايووميتشيجان. وكان الجمهوريون قد اعلنوا خلال حملتهم أن اولوياتهم ستكون اقتصادية وقد جهزوا عشرات القوانين «المراعية للنمو» للسماح ببناء خط انابيب النفط «كيستون اكس ال» بين كندا وخليج المكسيك وتطوير انتاج الغاز الطبيعي ومساعدة الشركات الصغري والحد من القوانين. والي جانب ذلك يتوقع ان يشنوا هجوما كبيرا علي قضية عجز الموازنة ويضغطون علي الديمقراطيين من أجل قبول تنازلات ضخمة في برنامج «الضمان الصحي» المعروف ب«أوباما كير» وهو ما قد يفضي الي صدامات كبيرة بين البيت الأبيض والكونجرس. وبعد اعادة انتخابه اعلن السيناتور الجمهوري «ميتش ماكونيل» بصفته رئيسًا جديدا للأغلبية في مجلس الشيوخ أن «السياسة القائمة علي تعزيز تدخل الدولة وتوسيع دورها دامت اكثر مما ينبغي، وقد حان الوقت لتبديل الاتجاه وإعادة البلاد الي الطريق الصحيح». ومن جانبه قال الرئيس الجمهوري لمجلس النواب «جون بينر» ان «لا وقت للاحتفال، بل آن أوان ان تعي الحكومة الرسالة التي وجهها الناخبون في الانتخابات وتبدأ علي الفور في العمل علي إيجاد حلول للتحديات التي تواجه البلاد وفي مقدمتها الاقتصاد». ودعا «بينر» الرئيس لبدء العامين الأخيرين من رئاسته باتخاذ قرارات جامعة للحزبين» محذرا في بيان شديد اللهجة من اي «هجوم مضاد» قد يشنه الرئيس. وفاز الجمهوريون ايضا في سباق حكام الولايات الرئيسية واقتنصوا ولايات مهمته علي المستوي السياسي منها فلوريدا وميشيجان وويسكونسن في حين انتخب حكام جمهوريين جدد في سباق شمل 36 ولاية – مما أضاف إلي الزخم الحزبي في تيار المحافظين. وأشارت النتائج إلي فوز الجمهوريون في معاقل للديمقراطيين منها ماساتشوستس وماريلاند بل وإيلينوي الولاية التي ينتمي اليها الرئيس مما يمثل إحراجا كبيرا لأوباما. وعكست استطلاعات الرأي لدي الخروج من مراكز التصويت خيبة امل الناخبين، حيث انتقد 79% منهم عمل الكونجرس واعرب اقل من الثلث عن ارتياحه لأداء ادارة أوباما، بحسب ما نقلت شبكة «سي ان ان». وبعد صمت دام أمي الأول، دعا أوباما قادة الكونجرس الي البيت الابيض في اجتماع غد الجمعة لبحث الولاية الجديدة للمجلس التشريعي التي من المقرر ان تبدأ في 3 يناير.