موجة محمومة تسيطر الان علي شركات الانتاج السينمائي العالمية لتقديم افلامها بتقنية الابعاد الثلاثية بعد النجاح الهائل الذي حققه »آڤاتار« الذي احدث ثورة غير مسبوقة في هذا المجال.. نجاح »آڤاتار« الذي حقق حتي الان ما يقرب مليارين وسبعمائة مليون دولار امريكي اغري اباطرة صناعة الترفيه في العالم لتحويل الافلام إلي ثلاثية الابعاد. فهناك اكثر من 24 فيلما تنتظر العرض خلال هذا العام علي التوالي.. بدأت بفيلم »أليس في بلاد العجائب« لتيم بورتون بطولة چوني ديب الذي حقق حتي الان ما يقرب من 007 مليون دولار حول العالم بعد ستة اسابيع من عرضه تلاه »ترويض تنينك« »رسوم متحركة« حقق في ثلاثة اسابيع ما يقرب من مائتي مليون دولار حول العالم.. وهذا الاسبوع بدأ عرض »صدام العمالقة« (Clash of the Titans) للويس ليتسيرير بطولة ليام نيسون محققا في اول ثلاثة ايام لعرضه اكثر من 64 مليون دولار داخل الولاياتالمتحدة وحدها! وخلال الفترة القادمة تستقبل شاشات العرض في امريكا وخارجها افلاما اخري منها (Toy Story3) والذي سيعرض في مصر اولا 61/6 وقبل عرضه في امريكا بيومين! و»هاري بوتر ومقدسات الموت« الجزء السابع من السلسلة الشهيرة اخراج ديڤيد ياتس بطولة دانيال رادكليف تستقبله دور العرض في 71 نوفمبر بمصر قبل عرضه في امريكا بيومين ايضا ليكون اول اجزاء الساحر هاري بوتر بتقنية الابعاد الثلاثية! ولم تكن »هاري بوتر« هي السلسلة الوحيدة التي ستتحول إلي تقنية الابعاد الثلاثية المبهرة.. »فالرجل العنكبوت« ايضا تلك السلسلة الشهيرة صاحبة النجاح الجماهيري الكبير قررت شركتها المنتجة »سوني« طرح الجزء الرابع بتقنية الابعاد الثلاثية! حتي »چيمس بوند« سيعرض جزءه الجديد »الثالث والعشرين« ثلاثي الابعاد وفقا لما اعلنته الشركة والمخرج سام منديز! والمخرج الكبير ستيفن سبيلبرج يعكف الان علي انهاء فيلمه الجديد بتقنية الابعاد الثلاثية وهو »مغامرات تان تان« (The Adventures Of Tintin ) من انتاجه بمشاركة بيترچاكسون.. ويقوم بعمل المؤثرات البصرية للفيلم چوليتري الفائز بأربع جوائز اوسكار اخرها عن »آڤاتار« ! ومنتظر ان يكون الفيلم تحفة جديدة لصانعيه! وهكذا يجتاح جنون التكنولوجيا المبهرة صناعة السينما في العالم تلك التكنولوجيا التي عرفتها السينما منذ 4981حينما سجل وليام فريز اكتشافه.. ثم جرت محاولة في فيلم »سرقة القطار الكبري« عام 5191 وتلتها محاولات اخري لانتاج افلام بالبعد الثالث إلا ان ابرزها كان في الخمسينيات من القرن الماضي وكان اولها »بوانا ديڤيل« وتلاها عدة افلام عبر السنوات إلا ان تلك التقنية لم تلق اي نجاح أو اهتمام جماهيري إلا بعد عرض »آڤاتار« .. حتي ان قبله ببضعة اشهر عرضت افلام منها »كريسماس كارول«. و»وحوش ضد كائنات فضائية« لكنها لم تحقق النجاح المتوقع لها!! وجاء »آڤاتار« يحمل عبقرية چيمس كاميرون ليقلب الموازين من جديد! ويبدأ صناع السينما في اعادة الحسابات حتي ان چيمس كاميرون نفسه اعلن عن نيته تحويل فيلمه الاسطورة »تايتانيك« إلي ثلاثي الابعاد! وتتردد الان اسئلة منطقية تفرض نفسها علي المشهد السينمائي: هل تختفي السينما ثنائية الابعاد قريبا لتحل محلها السينما ثلاثية الابعاد مثلما حدث من قبل مع سينما الألوان التي سادت فذهبت سينما »الابيض والاسود« بلا عودة؟! وهل تتناسب تلك التقنية المبهرة كل الافلام، ام انها لا تتفق إلا مع نوعية محددة تنتمي لعالم يفرض عليها الاعتماد علي المؤثرات البصرية والجرافيكس؟! فماذا يفيد فيلما رومانسيا أو سياسيا جادا لو تم طرحه بتقنية ال 3D »اختصار Three Dimensionl« ؟! وهل ستستمر تلك الموجة في حصد الايرادات بشكل يتناسب مع تكلفتها الانتاجية الاعلي ام ان الامر سيستوي بعدما يعتاد الجمهور هذه التقنية فتفقد ابهارها وجاذبيتها؟! والاهم هل استعد العالم لاستقبال هذه الأفلام التي تحتاج إلي دور عرض مجهزة بآلات وشاشات خاصة ام ان الرغبة الجامحة في تحويل السينما إلي ثلاثية الابعاد تجاوزت كل هذه الاعتبارات لتضع معظم الدول في مأزق حقيقي مع توالي الافلام التي كما قلنا سابقا ستتجاوز الاربعين فيلما خلال هذا العام؟! وتحاول الولاياتالمتحدة الان زيادة رصيدها من دور العرض المجهزة لاستقبال افلام الابعاد الثلاثية فوصل عددها حتي الان إلي ما يقرب من عشرة آلاف شاشة ولكنها ليست كافية علي الاطلاق ام بقية دول العالم فلا تمتلك افضلها حظا »عُشر« هذا العدد من الشاشات.. لذلك سوف يكون هذا هو العائق الحقيقي لانتشار تقنية ال 3D الآن! أسئلة عديدة تفرض نفسها ولن نعرف إجابتها إلا مع الأيام القادمة !