قامت الدنيا ولم تقعد عند اقتراب تنظيم داعش من مدينة عين العرب «كوباني» المتاخمة للحدود السورية التركية، وانتفضت قوات التحالف الدولي للدفاع عن مدينة كوباني التي يقطنها اغلبية كردية، ولكن لم تقم الدنيا ولم تقعد لقتل النظام السوري لاكثر من ثلثمائة الف سوري واصابة عشرات الالاف، علي مدار 3 سنوات يشاهد العالم حرب ابادة للشعب السوري ويغض الطرف عنها، ولم تقم الدنيا ولم تقعد وسط صمت الحملان علي قتل اكثر من ألفي فلسطيني واصابة الالاف من جراء العدوان الاسرائيلي علي غزة، ولم تقدم الدنيا ولم تقعد علي القتال الدائر في ليبيا بين ابناء البلد الواحد، ولم تقم الدنيا علي وصول تنظيم داعش الي مدينة الموصل في العراق. ولكن الاخطر والذي غض الطرف عنه المجتمع الدولي هو ما يجري في اليمن الان، واستيلاء جماعة الحوثيين الشعية علي مفاصل الدولة، وما ستسببه هذه الامة من تداعيات علي الجارة السعودية، وسط مخاوف من التمدد الايراني الشيعي في المنطقة، بعد دعمها للنظام الحاكم في سوريا، ومساعيها التي باءت بالفشل في تقديم منحة عسكرية هدية للبنان الذي واجهه رفض واسع علي جميع المستويات. كما اصبحت لاعبا رئيسيا في تعيين وزير داخلية شيعي في الحكومة العراقية الجديدة بل وقام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارة طهران، واصبح اعداء الأمس اصدقاء اليوم، وطويت صفحة الحرب الايرانية العراقية، والان بعد مرور مائة عام علي الحرب العالمية الاولي التي انتجت سايكس بيكو، وكانت نقطة تحول لتقسيم دول المنطقة وفقا لثرواتها وليست لحدودها التاريخية، ولكن سيظل التقسيم الطائفي بين سني وشيعي الذي يستهدفه الغرب هو الخطر الاكبر الذي يواجه المنطقة.