اسر الضحايا بالفيوم افترشوا الارض انتظارا لوصول الجثامين عروس تفقد زوجها بعد أسبوع من الزفاف أم تفقد الوعي حزنا علي أبنائها الضحايا .. وأب يفقد زوجته وابنه مشهدان حزينان تصدرا توابع حادث اسوان الأليم بالقرية المشهد الأول أهالي المتوفين متجمعون امام المحافظة في انتظار قرار سريع يشفي غليلهم ويخفف من الامهم بأن يتقرر نقل الجثامين بطائرة تصل إلي مطار «كوم أوشيم» الذي يبعد بمسافة 15 كيلومترا فقط عن قريتهم والمشهد الحزين الآخر كان في قرية الصيادين علي ساحل بحيرة قارون حيث تجمعت نسوة القرية داخل المنازل حيث لم يخل منزل في القرية من وجود ضحية او مصاب ولاتسمع فيها الا صوت البكاء والعويل فواحدة تنعي عريسها الذي تزوجته منذ شهرين فقط وتركها ليبحث عن رزقه بعد اسبوع واحد من زواجه وهي في انتظار جثمانه بدلا من ان يحضر بنفسه ليأخذها بين احضانه، وفي منزل آخر تنعي الزوجة زوجها واولادها الذين ذهبوا ضحية الحادث الأليم وهي في حالة غيبوبة كاملة لاتقدر علي الكلام والعويل من شدة حزنها وصدمتها التي وقعت عليها بالخبر الأليم بوفاة اولادها مرة واحدة. المشهد الثاني أمام ديوان المحافظة حيث تجمع اكثر من 100 فرد من اهالي الصيادين الذين لقوا حتفهم في الحادث الأليم وكان اول المتحدثين معنا هو الحاج علي رمضان «نقيب الصيادين» ، وأشار إلي ان حالة تدهور البحيرة جعل أكثر من 5 آلاف صياد يعملون علي 500 مركب إلي ترك هذه المراكب علي شاطئ هذه البحيرة والهجرة بحثا عن رزقهم للإنفاق علي اسرهم للعمل في بحيرة ناصر او البحرالأحمر والسويس، وأكد أن الحادث الأليم الذي وقع لأكثر من 32صيادا ما بين قتيل ومصاب كانوا في رحلة العودة لزيارة ذويهم وزوجاتهم واولادهم في قرية «شكشوك» حيث انهم لايستطيعون الحضور فرادا بل يتجمعون لاستقلال «ميكروباصات» تلم شملهم في زيارة جماعية للقرية. «كوم أوشيم» متحدث آخر للأخبار هو طارق علي ابوسيف «شيخ البلد لقرية شكشوك « الذي اشار بأنه حضر علي رأس وفد من أسر الضحايا والمصابين لمقابلة المحافظ حتي يبذل جهده لنقل جثامين المتوفين بالطائرة إلي مطار «كوم أوشيم» القريب من قريتهم لأن نقلهم بالسيارات لمسافة 1000كيلومتر سوف يأخذ وقتا طويلا لايقل عن 12 ساعة مما يعرض الجثامين للتلف في ظل هذا الجو الحار، وأضاف أن المحافظ قابلهم وبذل كل جهد من أجل أن يصرح المسئولون بنقلهم بالطائرة ولكن حتي الآن لم نجد اجابة سريعة لهذا المطلب الإنساني ونحن ومعنا اسر الضحايا في حالة استياء شديد لأننا علمنا ان الرئيس السيسي اصدر تعليمات مشددة بسرعة نقل الجثامين لدفنهم وعدم الانتظار لمدد طويلة. جثة هامدة ومن بين المتوفين شقيقان لقيا مصرعهما وهما في عمر الشباب الأول متزوج ولديه طفلان وشقيقة الأخر أحمد تزوج منذ شهرين فقط وترك زوجته بعد زواجهما بأسبوع احد ليبحث عن رزقه مع شقيقه الأكبر في بحيرة ناصر وكان يعد لزيارة عروسه في اول اجازة له الا ان القدر جعله يعود اليها جثة هامدة ، ومن الملاحظ ان عدد من الصيادين اصطحب معهم زوجته او أبناءه للعمل معه بحثا عن الرزق ثم لعب القدر معهم لعبته فعاد إلي قريته جثة هامدة اما مع زوجته او مع ابنائه. الحالة الثانية لعائلة «مختار فرج» فقد زوجته البالغة من العمر 35 عاما وابنه الرضيع الذي لم يتجاوز ال 4 سنوات، وابنه الثاني اسلام 19 عاما مصاب بكسر في عظمة الفخذ اليمني وفي غيبوبة وتم تحويله إلي مستشفي الأقصر الدولي. ومن ناحية أخري اكد الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم خلال لقائه أسر الضحايا والمصابين لتقديم واجب العزاء لهم علي تلبية مطالبهم فورا وانه يجري التنسيق علي اعلي مستوي مع وزيري التنمية المحلية والصحة ومحافظتي اسوان والاقصر لتيسير جميع الاجراءات مضيفا انه قام بمخاطبة وزيرة الشئون الاجتماعية لتعزيز المبالغ المقرر صرفها لأسر الضحايا واستجابت الوزيرة بمضاعفة المبلغ المقرر صرفه لأسرة كل متوفي من 5 آلاف إلي 10 آلاف جنيه، في الوقت الذي سيتم علاج جميع المصابين بمختلف المستشفيات علي نفقة الدولة لحين تماثلهم للشفاء التام، واعلن المحافظ ان المحافظة ستقوم بإقامة سرادق عزاء جماعي لاستقبال الجثامين وتلقي العزاء للتخفيف علي اهالي الضحايا بقريتي شكشوك بمركز أبشواي والحبون بمركز سنورس. لم يكن صباح امس يوما عاديا في قرية شكشوك بالفيوم علي ضفاف بحيرة قارون فقد استيقظت علي كارثة جاءت من بعد عند ادفو بمحافظة اسوان فقد لقي 16 من ابنائها مصرعهم واصيب 18 آخرون في حادث تصادم مروع وقع عند الفجر وبدلا من ان تخرج القرية لاستقبال ابنائها الذين كانوا في طريقهم لقضاء اجازاتهم مع اهاليهم خرج الاهالي ليستقبلوا جسامينهم ويسرعون للمستشفيات للاطمئنان علي المصاب منهم.