ظهر المتحدث باسم جماعة لم يسمع أحد بها من قبل، علي الموقع الإلكتروني »الشريعة لهولندا« اتهم فيه ملكة هولندا بأنها »الطاغوت«، وحذرها بأنها لن تجد راحة ولا سلاما ما لم تعتنق الإسلام فورا. المتحدث إياه اختار لنفسه اسم: »أبوعمران«، وملامح شكله رغم السواد الذي يبدأ بالعمامة نزولا إلي اللحية الكثيفة، وهبوطا إلي ثوبه الأكثر سوادا تشير إلي أنه في الثلاثينيات من عمره. وتحدث الرجل بالصوت والصورة قائلا: [لأول مرة في تاريخ هولندا أدعو باسم جماعة »الشريعة لهولندا« الملكة بياتريكس رسميا إلي اعتناق الإسلام، ونقول لها إن الإسلام يعرف ما يسمي بالطاغوت، وأنت الطاغوت. لماذا؟ لأنك معبودة إلي جانب الله(..). كيف تتم هذه العبادة؟ لأنك مطاعة، وتسنين القوانين، وتعتقدين أن لديك أتباعاً ورعايا، وهذا يقود إلي جهنم. وأقول لك: إذا جاء أجلك ولم تتوبي فمثواك جهنم وبئس المصير، لذلك أقول لك: توبي إلي الله وانضمي إلي أكثر الأمم تكاثراً علي وجه الأرض، ألا وهي أمة محمد عليه السلام]. هكذا.. وببساطة متناهية، وصف الرجل المشعوذ ملكة هولندا ب »الطاغوت«، وتوعدها بجهنم وبئس المصير، لا لشئ إلا لأنها محبوبة من شعبها، ومطاعة من رعاياها، وتقوم بواجباتها في تقنين القوانين التي تطرحها الحكومة ويمررها البرلمان! يبدو أن »أبوعمران« خشي من أن يستخف من يسمعه بما يقوله، أو يُنظر إليه كمشوش، فحرص علي تحذيرهم وتوعدهم قائلا: [هذه ليست »نكتة«، فقد حان الوقت للقيام بهذه المهمة بوضوح بعد أن تخلي عنها المسلمون في الماضي]. دعوة »أبوعمران« بثتها جماعته المجهولة علي القناة الاجتماعية »يوتيوب« وقامت إذاعة هولندا العالمية بنقل فقرات منها، عرضتها علي علماء دين للتعليق عليها وعلي قائلها. وحسناً فعلت، خاصة بعد رد الفعل السييء لهذه الدعوة لدي »الخائفين المفزوعين من أسلمة أوروبا«. فالرجل »أبوعمران« لم يخص الملكة بياتريكس وحدها بدعوته وتحذيره وتهديده، وإنما وجهها أيضا لكل من: رئيس الحكومة الهولندية: »مارك روته«، وجميع أعضاء حزبه الحاكم، قائلا لهم: [توبوا.. اتركوا قوانينكم، واحكموا بشرع الله]. كما حرص »أبوعمران« علي توجيه نفس الدعوة إلي السياسي اليميني المتطرف: »خيرت فيلدرز«، الذي وصفه الزميل »محمد أمزيان« في تغطيته الإذاعية، والمقروءة بأنه »شيد برنامجه السياسي علي معاداة الإسلام، والوجود الإسلامي في أوروبا وهولندا بصفة خاصة. لهذا السبب، اختارت »جماعة الشريعة لهولندا« السياسي المتعصب »خيرت فيلدرز« لتقول له بلسان متحدثها الرسمي: [قبل أن تخرج دعوتك الخرقاء المعادية للإسلام من نطاق السيطرة، وأنت بالتأكيد لا تريد أن يكون هناك »تيو فان جوخ« ثان الأول قتله إسلامي ولا »بيم فورتلون« آخر لقي حتفه أيضا فعليك أن تفكر ملياً بالتوبة واعتناق الإسلام]. مسلمون معتدلون، ويعرفون حقائق دينهم أكثر مما يعرفها »أبوعمران« و»أبومطواة« و»أبوخنجر« وغيرهم لم يسلم بعضهم من أذي الجماعة المتطرفة، المجهولة: »الشريعة لهولندا«، أحد هؤلاء المسلمين الحقيقيين: »أحمد أبوطالب« مغربي الأصل، تدرج في الوظائف حتي اختير منذ فترة رئيسا لمجلس بلدية مدينة روتردام ثاني أكبر مدينة في البلاد وأصبح من أبرز رموز العرب المهاجرين والمقيمين في هولندا. الشعبية الواسعة التي حظي بها أحمد أبوطالب من العرب المهاجرين ومن الهولنديين الأصليين، لم تعجب »أبوعمران« وكل من يسير علي نهجه وهواه. فهم لا يفهمون كيف يمكن أن يحظي »مسلم مثلهم« بحب وأصوات الكفار الفرنجة، والمرتدين عن الإسلام مثل: أحمد أبوطالب الذين أغوتهم الحياة في أوروبا وأبعدتهم عن دينهم، وتعاليمه، وتقاليده، وشريعته.. فاستحق عليهم غضب السماء وعقاب ممثليها علي الأرض(..). فقرة في حديث »أبوعمران« خصصها لمن وصفه ب »المرتد المغربي« يقصد: رئيس بلدية روتردام أحمد أبوطالب ودعاه إلي الرجوع فورا إلي الإسلام، والابتعاد عن ديمقراطية الكفار(..). وبالطبع.. لم يمر البعض مرور الكرام علي دعوة المتحدث باسم »جماعة الشريعة لهولندا« المذاعة، والمقروءة، والمتناقلة.. عبر النت، والأثير، وأعمدة الصحافة. .. نتابع غدا. إبراهيم سعده [email protected]