مساء بعد غد الأربعاء .. سوف نحتفل بمرور 50 عاما علي إنشاء الفرقة القومية للفنون الشعبية التي لا يأتي احتفالها مجرد احتفال فهي رمز مهم لمرحلة التأسيس في فترة هامة من عمر الثقافة المصرية .. تلك المرحلة التي نشيد بها دائما وكان علي رأسها وزير مثقف هو ثروت عكاشة الذي يعود إليه الفضل خلال الستينيات في إنشاء أكاديمية الفنون التي تخرج منها أعداد كبيرة قادت مسيرة الثقافة والفنون في مرحلة إثبات الذات والتي كانت تتعرض خلالها مصر لضغوط شتي من الولاياتالمتحدة والغرب عموما الذي يرفض لها أن تتقدم وترسي دعائم نهضتها .. كانت الفرقة القومية للفنون الشعبية هي أحد ثمار التعاون مع الاتحاد السوفيتي خلال تلك الفترة وقبلها كان إنشاء فرقة رضا علي يد مؤسسها الفنان الكبير محمود رضا أطال الله في عمره .. كانت سنوات الستينيات هي مرحلة إعادة البناء في كل المجالات .. السد العالي .. المصانع الكبري في المحلة وشبرا الخيمة وحلوان .. صناعات الحديد والصلب والنسيج التي أصبحت في خبر كان .. أيضا كانت هناك نهضة كبيرة في المسرح والسينما وسائر الفنون الأخري ومنها البالية الذي تأسس علي يد الروس أفضل من اهتموا بهذا الفن الرفيع علي مستوي العالم وخرجت من عندهم فرقة البولشوي .. أشهر فرقة باليه في العالم .. الاحتفال بالفرقة القومية أرجو أن يؤكد علي ضرورة إعادة الاهتمام بهذه الفرقة هي وشقيقتها فرقة رضا بعد أن تدهور الحال بهما في السنوات الأخيرة بدون سبب مقنع .. أرجو أن نتذكر مجد هاتين الفرقتين حينما كانتا خير سفير لمصر في مختلف بلدان العالم .. أي رئيس لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية يوجه اهتمامه للفرقتين سوف يكتب اسمه في سجلات الخالدين لأنني لا أتصور هذا القطاع بدون رضا والقومية ! من القومية إلي السينما انتقل جلال عيسي وسيف عبد الرحمن وعايدة رياض ومشيرة إسماعيل وسامح الصريطي .. وتخرج منها المايسترو الكبير طه ناجي والمايسترو الكبير شعبان أبو السعد .. ينبغي أن يكون احتفالنا بالفرقة القومية أو فرقة رضا هو احتفال بتاريخ ناصع في مسيرة الثقافة المصرية .. ليس مجرد احتفال عادي نكرم فيه الرواد المؤسسين وإنما توجيه الاهتمام بهما وتأسيس جديد وضخ دماء جديدة في الشرايين التي تأثرت بمرور الزمن وفعل الإهمال .. مبروك للفرقة القومية احتفالها باليوبيل الذهبي وعقبال 100 سنة . قطط الشارع .. والطبعة الجديدة شاهدت العرض الاستعراضي الغنائي ( قطط الشارع ) الذي توقف مؤقتا بسبب ظروف الاحتفال بالفرقة القومية ويعود مرة أخري يوم 13 يناير القادم .. لقد اختلف كثيرا عما شاهدته من قبل .. لقد أعاد المخرج القدير عادل عبده النظر في عرضه وبدون مبالغة قدم عرضا رائعا وجذابا مع أن الأبطال هم نفس الأبطال باستثناء حنان عطية بدلا من دوللي شاهين .. سمير صبري يتحرك علي المسرح وكأنه أبن العشرين .. يغني ويرقص ويمثل ومعه حنان التي أضافت للدور كثيرا وللمشاهد حيوية والقدير جمال إسماعيل ومعهم الرائع ممدوح درويش ورضا غانم وسيد عبد الرحمن وأحمد رشوان وسناء عوض وناصر عبد الحفيظ وسحر عبد الله وهشام إبراهيم والطفل كريم ومروان .. تم تكثيف العرض واختصار وقته فبدا كأنه عرض جديد وهنا تبرز قدرة المخرج وسيطرته علي عمله الفني لأن عادل عبده بالفعل واحد من أهم مخرجي العروض الغنائية الاستعراضية في مصر والعالم العربي.