إن وقائع عنصرية اسرائيل وعلي ضوء الممارسات الاجرامية التي تناقض مباديء حقوق الانسان اصبحت ثابتة في اذهان العالم وهو ما جعل الحامية امريكا في موقف حرج. استثمار هذه القضية المشروعة يحتاج الي التحرك المدروس الذي يستند الي اطلاع العالم بكل الوسائل علي كل الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها اسرائيل كل يوم بل كل ساعة منذ سنوات طويلة ضد الشعب الفلسطيني. لقد انتهت مرحلة نجاح اسرائيل والصهيونية العالمية في عملية غسيل المخ للرأي العام العالمي من خلال التظاهر بأنها الحمل الوديع الذي يقاوم الوحوش العرب. انكشاف هذه الصورة الخادعة في السنوات الاخيرة لم يتحقق بفعل العرب ولكنها حدثت نتيجة لبشاعة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها اسرائيل. وتعود لثورة الاتصالات شرف نقل جانب منها إلي كل انحاء الدنيا. ورويدا رويدا بدأ الرأي العام العالمي يتفهم حقيقة اسرائيل ضحية العنصرية التي اصبحت أكبر ممارس للعنصرية في العالم لتنافس بذلك النظام العنصري الاشهر الذي سقط في جنوب افريقيا. إن هذا الاتهام بالعنصرية المستند الي بشاعة جرائمه كان دافعا لافراد وجماعات يهودية الي التنديد به ومطالبة العالم بالتصدي له وتصفيته.. وفي الآونة الاخيرة تولت تجمعات لاساتذة جامعيين وآلاف الطلاب من كل الجنسيات بتنظيم مؤتمرات بجامعات 85 مدينة تحت مسمي مكافحة »الابرتايد« أي العنصرية دعت فيه للتصدي لعنصرية اسرائيل. طالبت هذه المؤتمرات بمقاطعة اسرائيل اقتصاديا واكاديميا وفرض عقوبات عليها نتيجة سياساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني.. كان اخطر هذه الحركات تلك التي شهدتها مدينة تورنتو في كندا وكذلك في الجامعات الاوروبية خاصة في بريطانيا. هذه الحركة اثارت قلق اسرائيل وهو ما دعا الخارجية الاسرائيلية الي انتقاد التنظيمات الطلابية اليهودية في الولاياتالمتحدة وارجاء اوروبا لعدم الرد علي هذا التحرك خاصة فيما يتعلق بمساواة الحكم في اسرائيل بنظام »الابرتايد« الذي كان سائدا في جنوب افريقيا. ومارست إسرائيل الضغوط علي بان كي مون الامين العام للامم المتحدة للتدخل من اجل منع مشاركة فرنشيسكا ماروتا الذي كان وراء اصدار تقرير »جولدستون« حول انتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان في حرب غزة. في ندوة عقدت حول هذا الشأن في مدينة برشلونة الاسبانية. كما كان من بين الذين شاركوا في هذا النشاط البروفسير الاسرائيلي »جف هلبر« احد مؤسسي اللجنة الاسرائيلية ضد هدم البيوت الفلسطينية الذي قدم محاضرة في جامعة جلاسجو باسكتلندا في ندوة اقيمت تحت مسمي مكافحة »الابرتايد« الاسرائيلي وكذلك المخرج السينمائي شاي بولاك الذي قام بعرض وثائقي لممارسات الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين وغيرهم من الشخصيات العالمية والاسرائيلية الذين هزتهم حرب اسرائيل ضد غزة. أليست كل هذه الانشطة هدية من الله للعرب المستكينين المستسلمين للعدوان الاسرائيلي وللظلم الامريكي لان يفيقوا من غيبوبتهم ويتجهوا بالمشاركة والتشجيع والتمويل لهذه التنظيمات الدولية التي تستهدف فضح حقيقة اسرائيل. من المؤكد أن علينا أن نعمل علي إنجاح هذه الحملات الشعبية لكي تتحول الي عنصر ضغط علي اسرائيل. ان تأثيرها يمتد إلي حكومات دول العالم من أجل دفعها لان يكون لها دور فعال في مقاومة العنصرية الاسرائيلية لصالح حقوق الشعب الفلسطيني. هل يمكن ان نقوم ولو لمرة واحدة بعمل صالح من اجل نصرة قضيتنا القومية؟!