لماذا رفضت حماس المبادرة المصرية التي كانت تهدف إلي الوقف الفوري للقتال والبدء فورا في مفاوضات تشمل كل الملفات أكدت عملية الجرف الصامت التي شنتها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحتل ان حماس لا تعمل لحساب الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة او في الضفة الغربية بل هي متورطة في السيناريو الصهيوامريكي الجديد لمنطقة الشرق الاوسط وفي القلب منه تفكيك وتفتيت الدولة المصرية التي وحدها مينا منذ ما يزيد علي سبعة آلاف سنة وهذا الاتهام ليس جزافيا انما له من الدلائل ما يجعله دامغا وواضحا وسنسوق عددا من الاسئلة تؤكد في مجملها صدق هذا الاتهام واول هذا الاسئلة هو كيف تلتقي ارادات حماس مع ارادات تركيا وقطر والاخوان فضلا عن ارادات التحالف الصهيوامريكي الذي يقود امريكا واوروبا وهذه الارادات كلها تلتقي في هدف واحد هو القضاء علي الجيش المصري الذي يمثل القوة المصرية البازغة بعد ثورة 30 يونيو 2013 خاصة بعد ان اعلن الرئيس السيسي اصطلاح «مسافة السكة» وبعد ان تأكدت امريكا ومن قبل ذلك التحالف الصهيوامريكي - ان مصر الجديدة ليست في حاجة الي المعونة الامريكية سواء العسكرية او المدنية بل لا اجافي الحقيقة اذا قلت ان مصر ليست في حاجة لامريكا طالما ارتبط ذلك بالاملاءات والضغوط الامريكية واذا كانت امريكا راغبة في علاقات متكافئة ومتوازنة مع مصر لما اصابها هذا السعار بعد ان اعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي ان القرار المصري مستقل وان الارادة المصرية مستقلة وانه مضي زمن التبعية. السؤال الثاني: ما السر وراء مطالبة - خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للجيش المصري بأن يعلن عن نخوته ويتدخل في المعركة الدائرة علي ارض غزة في حين ان خالد مشعل يحارب من داخل فنادق الفورسيزون، في قطر اليس ذلك هو استكمال للخطة التي تهدف الي جرجرة الجيش المصري لحرب لم يبدأها ولم يختار توقيتها ولم يستعد لها وكيف تستقيم مطالبة خالد مشعل للجيش المصري مع العمليات الارهابية التي تشنها حماس وذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام ضد الجيش والشرطة والشعب المصري علي ارض سيناء بل وعلي ارض مصر كلها. السؤال الثالث: وهو لماذا رفضت حماس المبادرة المصرية التي كانت تهدف إلي الوقف الفوري للقتال والبدء فورا في مفاوضات تشمل كل الملفات وفي مقدمتها الاسري والمعابر والميناء البحري والمياه الاقليمية التي تمتد الي اكثر من 12 ميلا وكل شيء الا يؤشر ذلك علي ان حماس تريد اكبر عدد ممكن من الشهداء والجرحي الفلسطينيين حتي تتاجر بالقضية كما تاجرت بها منذ نشأتها علي يد الشيخ احمد ياسين في عام 1987 ، كما ان حماس تريد ان تعطي الفرصة لقناة الجزيرة اسف اقصد قناة جوبلز قطر لتبالغ في حجم المأساة حتي تحرج مصر عربيا واسلاميا لدرجة ان كل لقاءات مراسلي قناة الجزيرة في غزة وفي انحاء مختلفة من العالم والضفة تركز علي عبارة واحدة «اين مصر اين الجيش المصري؟». السؤال الرابع: اذا كانت حماس تشكو من حصار القطاع وغلق المعابر فكيف تسني لها الحصول علي هذه الكميات الضخمة من الصواريخ حتي وان كانت غير ذات فعالية كبيرة لان القول بقيام حماس بتصنيع هذه الصواريخ هو من قبيل الهرطقات والاكاذيب. وقبل ان اختتم هذه الاطلالة اود التأكيد علي انه اذا كانت حماس تعتبر المصريين بلهاء لا يعرفون ماذا تضمر لهم حماس واخواتها فإن رهانها خائب وخاسر وسيعلم - عما قريب - الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.