بلاشك كان التعصب والعنصرية وعدم إحترام الآخر لأرائه ومعتقداته قد أوصلت جون ماري لوبان رئيس الجبهة الوطنية في فرنسا صاحب الإتجاه اليميني المتطرف إلي الدورة الثانية من الإنتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2002.. ظل هذا الرجل يعمل أكثر سنين عمره البالغ 82 عاما علي نشر آرائه اليمينية المتطرفة .. وكان يراقب الأقليات الدينية ومنها المسلمة ليعزز نظريته ونظرته العنصرية من أجل الوصول بواسطة حزبه الي مآربه الشخصية مستفزا الأحزاب الأخري اليسارية وعلي رأسها الحزب الإشتراكي والحركات التقدمية في فرنسا وأيضا بعض الأحزاب اليمينية التي لا توافقه الرأي .. وعندما حان الوقت لهذا اليميني المتطرف أن يرحل بآرائه وتعصبه ضد المهاجرين والتخلي عن رئاسة حزبه في الشهر القادم .. ها هو يحاول توريث المكان لإبنته مارين لوبان التي رباها كما يريد.. رجعية.. عنصرية.. متعصبة لترأس الحزب وتواصل مبادئها الهدامة.. وقد ظهر هذا بشكل واضح في أقوالها وبصوت عال.. في بدء حملتها الإنتخابية لرئاسة الحزب.. فقد بدأت بصب جام حقدها وغضبها علي المسلمين الفرنسيين الذين يصلون في الشوارع وأينما وجدوا.. وتري إبنة لوبان في صلاة المسلمين في الشوارع احتلالا لأجزاء من الأراضي التي يؤدون بها الصلاة مثل الإحتلال النازي في زمن الحرب العالمية الثانية !!.. هذه التصريحات تسلط الضوء اليوم أيضا علي أناس مثلها ومثل والدها في الجهل والتعصب .. وليست بعيدة بعض الأسماء في الغرب وفي أمريكا عن الاذهان وهي تقوم بنشاطات وأقوال وبشكل مستمرلاستفزاز المسلمين ليس في بلدهم المقيمين فيه فحسب.. بل في العالم أجمع .. ولعل حوادث مثل رسام الكاريكاتير في هولندا.. وما أثاره من ردود فعل رافضة وغاضبة في العالم أحد الأمثلة مع غيره.. وكذلك القس الأمريكي الجاهل تيري جونز الذي أثار عاصفة من الغضب وقد وقف أمام كنيسته الصغيرة وهو المتعصب الذي يبحث عن الشهرة ليصرح أنه سيقوم بحرق المصحف الشريف في ذكري هجمات 11 سبتمبر.. رغم المعاملات السيئة للمهاجرين المسلمين في الغرب ورغم القصص العنصرية التي تجد من يغذيها .. فقد تنبهت إليها جهات رسمية في الغرب .. تحرص علي ترضية هذه الشرائح المهمشة في المجتمعات.. وذلك للحاجة الماسة لهم كأيدْ عاملة رخيصة.. وقد سبق تصريحات ابنة لوبان هذه.. عزم القس الأمريكي تيري جونز حضور تجمع رابطة الدفاع الإنجليزية.. في بريطانيا في فبراير القادم والتي تصب في الإتجاه اليميني المعتدل في أوروبا وأمريكا.. ولعل هذه الجهات التي تحاول التحذير من هذا التعصب غير المبرر يساهم في إيقاف مثل هؤلاء العطشي للشهرة.. ولا شك أن جهلهم بالدين الإسلامي لا يؤهلهم لمعرفة الحقيقة أن المسلمين سيواصلون الصلاة في الشارع وفي كل مكان لأنهم يؤمنون به كتطبيق للشريعة الإسلامية ويعتبرون ذلك حقا من حقوقهم الإنسانية التي نصت عليها المواثيق الدولية .. لقد ربط الغرب وأمريكا الإسلام وحرية العبادة والديمقراطية بمفهوم الإرهاب الذي إبتدعوه .. وهم يقيمون الحروب في كل مكان .. بحثا عن الإرهاب الذي يخلقونه هم أنفسهم.. كما البحث عن الديمقراطية التي ثبت للعالم أجمع أنهم لا يعرفونها ولا يطبقونها كما أوهمونا لعقود طويلة.. نعم علي الحكومات في اوروبا وأمريكا إيقاف مثل هؤلاء رافعي الصوت من أجل الشهرة وعلي حساب حقوق الإنسان.. ولعل الشارع في الغرب والمجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان يقفون لمارين لوبان وأمثالها بالمرصاد ليسقطوهم وليمنعوهم من مواصلة تسميم العقول.. وخلق الكراهية والعنصرية بين الانسان والاخر بفضل المصالح الشخصية والنفوس المريضة التي نراها تزداد كل يوم ولا تنقص..!