بعد توالي الحوادث الإرهابية المفجعة ضد رجال قواتنا المسلحة سواء علي حدودنا الشرقية مع إسرائيل أو علي حدودنا الغربية مع ليبيا المفككة أصبحت أشعر بحالة من الاحباط سببها الترويج الإعلامي بأنه سيكون هناك قصاص للشهداء الأبرار. الحقيقة أننا زهقنا ومللنا هذه البيانات التي افتقدت المعني والمضمون لغياب فعالية التنفيذ. إن ما يزيد الاحساس بالمرارة هو ثقة الشعب في قواته المسلحة وقدرتها علي تفعيل هذا القصاص بالصورة التي تشفي الغليل. إننا وقبل التحرك المأمول لتحقيق هذا القصاص نتمني مزيدا من الحرص واليقظة في مواجهة غدر جماعات الإرهاب الإجرامي. إن كل الدلائل والشواهد والمتابعات تؤكد أن ما يحدث كان نتيجة إهمال وتهاون واستهانة يصل الي حد الاستهتار بمتطلبات الأمن الحربي. كيف يمكن أن يكون هناك حديث عن اطمئنان غير حقيقي وغير متوافر في مواجهة مخطط إرهابي يتكرر بين الحين والحين. لا يمكن انكار أن عمليات الحماية الواجبة لنقط الحراسة والمراقبة علي الحدود تفتقد لحاسة الحذر الذي يجب أن تتواصل دون أي استكانة أو استسلام لعمليات الغدر والمباغتة. لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرئة ما يحدث من عمليات تهريب السلاح التي تتبناها الجماعات التكفيرية سواء لتمويل عملياتها من ثمنها أو لتوصيله إلي جماعات الإرهاب داخل الوطن أو علي حدودنا الشرقية. من المؤكد أن عمليات التضييق علي هذه العصابات والتي تصاعدت في الفترة الأخيرة بعد سقوط حكم جماعة الإرهاب الإخواني في مصر.. تقف حاليا وراء هذه المغامرات الإرهابية التي تعتمد علي ثغرات غياب الحذر واليقظة. إن جماهير الشعب التي اطمأنت إلي الانتصار بعد نجاحها في إزالة الحكم الإخواني أصبحت تتطلع إلي قيام قواتها المسلحة بدورها في انهاء الطمع الإرهابي في النيل من أمن واستقرار مصر. لاجدال أن الصبر الشعبي قد نفد واصبح يطالب ويصر علي أن يكون هناك عمل قوي من جانب قواتنا المسلحة يزيل الحزن الذي لا يتوقف علي الشهداء. ان الشعب في شوق بان يكون هناك قصاص يتناسب وحجم الغضب قادر علي ان يمسح الدموع ويدفع بابتسامات السعادة إلي الوجوه. في اطار المشاعر الوطنية الغامرة لابد من الإقرار بأن الشعب الذي فاض به الكيل سوف يقف بكل قوته دعما وتأييدا لأي عملية تقوم بها قواتنا المسلحة لتحويل شعار القصاص إلي حقيقة.