من الطبيعي أن تكون مصر ضد العدوان الاسرائيلي الغاشم علي الإخوة الفلسطينيين ابناء قطاع غزة، والموقف المصري تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة معروف ومعلن وواضح للجميع، ولا يستطيع أحد أن يناطح فيه أو يزايد عليه. نحن ضد اسرائيل وعدوانها الهمجي واللا إنساني علي أهل غزة الذين هم أهلنا، هذه قضية محسومة وليس فيها محاججة أو نقاش أو شد وجذب، وهي في ذات الوقت قضية مبدئية وموقف أساسي لا خلاف عليه بالنسبة للمصريين شعبا وحكومة ورئيسا. ومصر في موقفها هذا لا تناصر حماس الممسكة بزمام الامور والقابضة علي رقاب الفلسطينيين في غزة، ولكننا نناصر الشعب الفلسطيني المنكوب بسيطرة حماس وتسلطها عليه، منذ انقلابها الغادر علي السلطة الفلسطينية وسعيها المستمر لفصل غزة وأهلها عن الضفة وبقية الشعب الفلسطيني، وهو ما أحدث انقساما خطيرا وتاريخيا في وحدة الفلسطينيين وأضعف موقفهم وأضر بالقضية الفلسطينية، وأسعد اسرائيل وحظي برضاها التام، وهو ما يلقي بظلال كثيفة من الشك حول حقيقة توجهات قادة حماس، رغم تصريحاتهم العنترية ضد اسرائيل. ونحن في إدانتنا الكاملة للعدوان الاسرائيلي البربري علي غزة، ومحاولاتنا المكثفة، والجادة لوقفه، وسعينا بكل الوسائل لتحريك وتعبئة المجتمع الدولي ضد العدوان ومساندة الشعب الفلسطيني في محنته، ننطلق من التزام مصر القومي والوطني تجاه القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وحقه في الحرية والاستقلال والعيش في سلام داخل دولته المستقلة المقامة علي الاراضي المحتلة عام 1967 في الضفة وغزة وعاصمتها القدسالشرقية. ولكننا في ذات الوقت يجب ألا نغفل عما يتواتر هنا وهناك من ظلال شك، حول توقيت هذه الاعتداءات وتصاعدها، وما تخلقه من تكثيف للتوتر علي الحدود الشرقية لمصر، وما يتردد من أخبار وتكهنات تشير إلي أن ذلك هدف مقصود في حد ذاته. كما يجب ألا نغفل أو نتغافل عما هو قائم من صلات وثيقة، بين عصابات القتل والارهاب الاسود المتواجدة في سيناء، وبين أصولها وفروعها المتواجدة والمقيمة في غزة تحت رعاية حماس وفي كنفها. ولكننا رغم ذلك وبالرغم منه لن نتغافل أو نغفل عن واجبنا تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقه المشروع،..، هذا الشعب المنكوب بإسرائيل وحماس في ذات الوقت.