السفير بدر عبد العاطى رحبت مصر بالموقف التنزاني الايجابي الذي أعلنه وزير الشئون الخارجية برنار كاميليس ميمبي أمام برلمان بلاده هذا الاسبوع باعتزامه دعوة وزراء الخارجية والمياه في دول حوض النيل للاجتماع في مدينة أروشا التنزانية في يوليوالقادم لبحث إمكانية تعديل اتفاقية عنتيبي الخاصة بمياه النيل لمراعاة المصالح والشواغل المائية المصرية ويأخذ بعين الاعتبار أهمية مياه النيل بالنسبة للاحتياجات التنموية والاقتصادية في مصر، صرح بذلك السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية وقال إن مصر ترحب بذلك الموقف تعتبره خطوة هامة في اتجاه عودة دول حوض النيل إلي مائدة التفاوض والحوار البناء من أجل التوصل إلي اتفاقية شاملة تحمي مصالح جميع دول الحوض وتمكنهم من تحقيق الاستفادة القصوي من موارد نهر النيل ومنطقة حوض النيل. كما رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية بما عكسه حديث الوزير التنزاني من إدراك لاحتياجات مصر المائية وعدم وجود بدائل أمام الشعب المصري للحصول علي مياه خارج إطار نهر النيل باعتبارها بلدا صحراويا لا توجد به موارد أخري للمياه بخلاف نهر النيل الذي يمثل شريان الحياة بها، خاصة وأن عدد سكانها يصل الي 90 مليون نسمة. كما أعرب المتحدث عن تطلع مصر للتعرف علي مزيد من التفاصيل والمقترحات الخاصة بتنفيذ المبادرة التنزانية، واستعدادها للتعامل بإيجابية مع أية مقترحات تسهم في رأب الصدع وتقريب وجهات النظر والمواقف بين دول حوض النيل. أضاف المتحدث أن هذا الموقف التنزاني الإيجابي إنما يعكس بداية تفهم دول المنابع لنهر النيل للشواغل المائية المصرية واعتماد مصر الكامل علي نهر النيل لتوفير احتياجاتها المائية السنوية، وأن ذلك التفهم جاء نتيجة الجهود المكثفة والدءوبة والهادئة التي يقوم بها الجهاز الدبلوماسي المصري بالتعاون مع أجهزة الدولة المعنية علي مدار الأشهر الماضية والاتصالات المكثفة والزيارات المتعددة للعديد من الدول الأفريقية من بينها تنزانيا في إطار رؤية واضحة تسعي إلي استعادة الدور الريادي المصري في إفريقيا وخلق علاقات تعاون ومصالح مشتركة. ونوه المتحدث بأهمية استمرار الحوار الجاد لتسوية الخلافات القائمة، الأمر الذي يتطلب الدخول في مفاوضات جادة ورغبة صادقة في التوصل لحلول تحقق المكاسب للجميع دون الإضرار بمصالح أي طرف.