من حق كل مواطن أن يسأل نفسه ونحن مقبلون علي استكمال استحقاق انتخاب رئيس مصر.. ماذا لو أن قواتنا المسلحة لم تستجب لإرادة الشعب في الخلاص من حكم جماعة الإرهاب الإخواني؟! كلنا نعلم أن هذا الشعب لم يتحرك إلا بعد نفاد صبره وأدرك أن هدف الجماعة التآمر علي تدمير وتخريب الوطن. لا جدال أننا كلنا ندرك ونعلم جيداً أن هذا التحرك من جانب الجيش الوطني بما عرف عنه من انضباط والتزام وطني ما كان يمكن ان يتم دون تعليمات من القائد العام عبدالفتاح السيسي وأعوانه إيماناً بأن الوطن يحتاج إلي حمايته من خطر يهدد وحدته وأمنه الوطني. هذه المبادرة الشجاعة من جانب قواتنا المسلحة التي جاءت استجابة لإرادة عشرات الملايين من أبناء الشعب الذين نزلوا إلي الشوارع والميادين يوم 30 يونيو استهدفت إسقاط هيمنة وسيطرة هذه الجماعة الإرهابية. لم يحدث ذلك إلا بعد اكتشاف أنها تمثل خطراً علي وطنهم ومستقبلهم وتاريخهم وقيمهم الدينية القائمة علي صحيح ما تضمنته الكتب السماوية وفي مقدمتها القرآن الكريم. من المؤكد أنه لو كانت قواتنا المسلحة بقياداتها وجنودها قد تقاعسوا عن نصرة الإرادة الشعبية فإن هذا كان يعني تمكين الجماعة الإرهابية من استكمال إزالة معالم الهوية المصرية.. ليس هذا افتئاتاً علي هذه الجماعة ولكنها الحقيقة التي فضحتها عمليات التسريع في القرارات والإجراءات وصولاً للأخونة وتفكيك مفاصل الدولة لصالح السيطرة الإخوانية. ظهر ذلك جلياً في حركة التعيينات الواسعة للكوادر الإخوانية غير المؤهلة التي تفتقر للخبرة والمؤهلات والإمكانات من أجل إدارة شئون كل الأجهزة والمؤسسات لصالح هذا المخطط الإخواني المنزوع الوطنية.. الوصول إلي هذا الهدف كان يعني كارثة بكل المقاييس علي تاريخ ومستقبل هذا الوطن.. هذه التحركات المتسرعة أثارت شكوك كل فئات الشعب حتي التي وقعت في حبائل خداع التجارة بالدين وتقديم الخدمات والرشاوي التي تخدم مصالح ما خططت له الجماعة ومن يقف وراءها من قوي أجنبية. معجزة إنقاذنا من أخطار هذه الدائرة الجهنمية التي أوقعنا فيها التواطؤ والضغوط والصفقات المريبة كانت من المستحيل أن تتم بدون تدخل قواتنا المسلحة. لقد جاء تحركها يوم 3 يوليو استجابة لثورة 30 يونيو لوضع نهاية للانحرافات التي صاحبت ثورة 25 يناير وسمحت باستيلاء جماعة الإرهاب الإخواني علي الوطن المصري، هنا يثور التساؤل ماذا كان سيكون مصير المشير السيسي وأعوانه لو أخفقت اخفق في تحريك القوات المسلحة لتفعيل ما هو منوط بها من حتمية الاستجابة للشعب من أجل حمايته ودرء الأخطار المحدقة بأمن وسلامة وطنه. من المؤكد أن هذا الذي حدث يعد رصيداً هائلاً للآمال التي أصبح يمثلها الدور الذي قامت به قواتنا المسلحة بقيادة السيسي.