مع اشتداد تعاظم الحملات الدعائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية كان طبيعيا ان تشمل البرامج والاحاديث وسائل التعامل مع المشاكل اليومية التي يعايشها المواطن المصري. في هذا الشأن كان لابد من التعرض للمعاناة من انقطاع الكهرباء نتيجة زيادة الاستهلاك عن حجم الطاقة الكهربائية التي يتم انتاجها من محطات التوليد الحالية. كان شيئا طيبا ومقدرا ان تكون من بين مقترحات المرشح حمدين صباحي اقامة مشروعات للحصول علي الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح بنسبة 16٪. قال انه يمكن بالاتفاق مع الاتحاد الاوروبي تمويل وتنفيذ هذه المشروعات. هذا الفكر رغم وجاهته تنقصه الدراسة والمعلومات اللازمة التي يمكن ان تحوله الي واقع. في هذا الشأن تبين ان صباحي لا يعلم ان انتاج الخلايا الشمسية في أوروبا قد تراجع بعد ان نجحت الصين في انتاجها بأقل من نصف القيمة. وكما هو معروف فان عدم انتشار استغلال الطاقة الشمسية لانتاج الكهرباء.. يعود الي الارتفاع في تكلفة هذه المشروعات. من هنا ونتيجة لنقص المتابعة العلمية والاقتصادية لهذه القضية اغفل حمدين ما يربط مصر بالصين من علاقات قوية يمكن ان تجعل منها شريكة في هذه المشروعات بدلا من الاتحاد الاوروبي. لا تفسير لهذا القصور سوي ان تناوله لمقترح اللجوء الي الطاقة الشمسية تم دون الدراسة الواجبة وهو ما يجعل منها شعارات دون مضمون.. وعن نفس مشكلة انقطاع الكهرباء تحدث المرشح المشير السيسي عن اهمية المشاركة الشعبية المسئولة في تخفيض حجم الاستهلاك. قال ان مثل هذه الخطوة يمكن ان يكون لها تأثير كبير في حل المشكلة الي ان يتم توافر محطات توليد الطاقة الكهربائية. أشار الي ضرورة ان يعمل كل مواطن علي تخفيض استهلاكه من الكهرباء خاصة بالنسبة للاجهزة المنزلية للاضاءة من خلال استخدام اللمبات الموفرة.. اضاف الي ذلك مطالبة هذا المواطن باطفاء الانوار في الاماكن غير المستعملة في منزله. رغم رجاحة هذا المقترح الا انه مرهون بالعمل علي رفع الوعي الجماهيري. من ناحية اخري فان مشروع استخدام اللمبات الموفرة كان معمولا به قبل ثورة 25 يناير. كانت وسيلة الحكومة آنذاك لاقناع المواطنين بالتجاوب.. القيام ببيع اللمبات الموفرة في شركات الكهرباء بنصف ثمنها.. هذا الامر شجع المواطنين علي التخفيض الطوعي لاستهلاك الكهرباء. وبعد سقوط هذا النظام توقفت وللاسف شركات الكهرباء عن بيع هذه اللمبات بهذا السعر التحفيزي. علي ضوء هذا التعامل من جانب كلا المرشحين مع مشكلة انقطاع الكهرباء فان كل ما نرجوه ان يكون تعاملهما مع المشاكل قائما علي البحث والدراسة التي يجب ان يتولاها خبراء متخصصون بما يضمن أن تتسم الحلول بالواقعية وامكانية التنفيذ.