دعا خبراء طاقة فى مصر إلى البحث عن حلول سريعة لمواجهة مشكلة انقطاع التيار الكهربائى التى من المتوقع تزايدها فى فصل الصيف نتيجة زيادة الاستهلاك خاصة فى القطاع المنزلى والتجارى، مطالبين الحكومة بوضع إستراتيجية طموح لإدارة مصادر الطاقة على المستوى القريب من خلال تخفيض الاستهلاك، ومؤكدين أن تغطية صحراء مصر بالخلايا الشمسية يمكن أن يوفر الطاقة الكافية. جاء ذلك خلال اللقاء الأسبوعى ل"نوادى الأهرام" الذى عقد تحت عنوان"حلول علمية للتعامل مع انقطاع الكهرباء." ودعا الخبراء إلى البحث عن بدائل للطاقة التقليدية خاصة أن مصر غنية بالطاقة المتجددة ومنها الطاقة الشمسية والطاقة المنتجة من الرياح إلى جانب تبنى التكنولوجيا المنتجة للطاقة من المخلفات العضوية، مؤكدين أن مستقبل مصر فى إنتاج الطاقة مبشر نظرا لتنوع مصادر الطاقة الطبيعية والمتجددة. وأرجع د.عمرو سراج الدين أستاذ الطاقة بقسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكية انقطاع التيار الكهربائى إلى عجز مؤسسات الإنتاج عن تلبية متطلبات المستهلك ومن ثم فأفضل السبل فى الفترة الحالية هو وضع إستراتيجية تمر بثلاث مراحل أولاها على المدى القصير لمواجهة مشكلة انقطاع الكهرباء من خلال خفض الاستهلاك حيث إن الهدر الأكبر للطاقة فى القطاع المنزلى والتجارى مطالبا من خلال استخدام اللمبات الموفرة ،وسخانات الغاز بدلا من الكهرباء، وأيضا التوعية بالمدارس ودور العبادة على كيفية توفير الطاقة. كما يجب ضبط أجهزة التكيف بين درجات 23 و25 درجة فكل درجة حرارة يتم خفضها تزيد من معدل الهدر فى الطاقة الكهربية وتقليل عدد أجهزة التكييف المستخدمة فى المنزل الواحد لكونها من أكثر الأجهزة المستهلكة للكهرباء . كما طالب بعودة نظام التوقيت الصيفى الذى بالفعل له دور كبير فى توفير الكهرباء على عكس ما يعتقد البعض، وضرورة البدء فى وضع تعريفات متغيرة لسعر الكهرباء بما يسهم فى تغير سلوك المواطنين وإرجاء تشغيل الأجهزة المستهلكة للكهرباء مثل الغسالات بعد ساعات الذروة. وتصميم المبانى الموفرة للطاقة مستقبلا خاصة والمتناسبة مع بيئتنا من خلال إصدار التشريعات التى تشجع العمارة الموفرة، مع خفض استهلاك الصناعة من خلال رفع كفاءة التشغيل واستبدال الطاقة الشمسية بالطاقة الكهربائية وتشجيع المصانع على توليد احتياجاتها من الطاقة الكهربائية مثل مصانع "سكر القصب"باستخدام تكنولوجيا البيوجاز ورفع كفاءة توليد الطاقة وتحسين التحكم فى الاستعمال من خلال صيانة المعدات، والتغلب على عجز ساعة الذروة عن طريق مد الشبكة إلى السعودية وأوروبا خاصة أنها لا تتفق فى وقت واحد فى دولتين. د.صلاح الحجار رئيس قسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكية أشار إلى أن العديد من الدول تستخدم التكنولوجيا الحديثة فى توليد الطاقة من مخلفات البترول حيث يستخدم زيت السيارات فى توليد الطاقة فى بعض الدول، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للبترول كان لديها بالفعل مصنع لانتاج الطاقة من الزيت المستعمل فى مسطرد لكنها فشلت فى تجميع هذا الزيت من المستهلكين لأنه يباع كوقود للمخابز ويؤثر على صحة المواطنين نتيجة للانبعاثات السامة الناتجة عن حرق الزيت. ودعا إلى توليد الطاقة من مرفوضات البلاستيك ومخلفات المستشفيات حيث إن 30% من مصانع أمريكا تولد الطاقة من مخلفات المستشفيات على عكس ما يحدث فى مصر من تصنيع لعب الأطفال من هذه المخلفات. وأضاف أنه يمكن كذلك توليد الطاقة من المخلفات العضوية المتمثلة فى ورد النيل والمخلفات الزراعية ومنها قش الأرز. وقال إن الغريب هو أن اليابان تستورد قش الأرز لاستخراج الطاقة فى حين يتم حرقه فى مصر والإضرار بالصحة، مؤكدا أن استخدام تكنولوجيا البيوجاز أفضل الحلول لتوليد الطاقة والسماد من المخلفات العضوية كما تقلل الاحتباس الحرارى. وأوضح د.إيهاب عبد الرحمن المدير الأكاديمى المشارك للبحوث بالجامعة الأمريكية أن سعر الطاقة المنتج من الخلايا الشمسية ليس ببعيد عن السعر العالمى للطاقة المنتجة من البترول، ومن ثم يجب وضع الخطط اللازمة للاستفادة من الطاقة الشمسية مستقبلا، خاصة أن مصر تقع فى الحزام الشمسى، مشيرا إلى أن تغطية مساحة 100 كم مربع فى صحراء مصر بالخلايا الشمسية الرملية يكفى لسد احتياجات العالم أجمع من الطاقة والكهرباء. وتابع: تتلخص مشكلاتنا فى إنتاج الطاقة الشمسية فى مصر إلى أننا نفتقر إلى إستراتيجية طموح لتوليد الطاقة الشمسية، إلى جانب ضعف التمويل، وليس لدينا خبراء متدربون بالقدر الكافى فى هذا المجال، إلى جانب أننا لا نصنع الخلايا الشمسية فى مصر بل نستوردها من الخارج بأسعار مرتفعة مما يؤثر على تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية مقارنة بالطاقة التقليدية.