لا أخفي استمتاعي الشديد بمسلسل يوسف الصديق الذي يتناول قصة نبي الله يوسف عليه السلام والذي يعاد عرضه حاليا علي شاشة احدي الفضائيات المصرية، لقد شاهدت هذا المسلسل الايراني والمدبلج الي العربية عدة مرات من قبل وفي كل مرة كنت كأني اشاهده لاول مرة، فهو قد بلغ درجة من الاحكام والابهار تجعل المشاهد حريصا علي متابعة حلقاته ال 84 حتي النهاية، لاسيما وان احداثه جاءت متطابقة مع ما جاء في القرآن الكريم من خلال سورة يوسف الا في خطأ صغير هامشي.. ففي القرآن اشارة »للملك« الذي عاصر سيدنا يوسف وهو يعني ان فترة يوسف تخللت عصر الهكسوس، بينما في المسلسل جاء ان سيدنا يوسف عاصر الفرعون المصري اخناتون.. وفيما عدا هذا الخطأ التاريخي نستطيع ان نقول ان كل شيء في المسلسل مبهر.. التمثيل والاخراج والتصوير وحتي اصوات المدبلجين كانت معبرة تماما عن الاحداث والشخصيات وكأنهم الممثلون الاصليون في المسلسل. 84 حلقة جاءت خالية تماما من اي مشهد عري او خلاعة او ابتذال وما كانت اكثر الفرص المتاحة امام القائمين علي المسلسل لحشر مشاهد ماجنة لغير المؤمنين »بيوزارسيف« وهو الاسم الذي اطلقه المصريون علي سيدنا يوسف، ليت مخرجينا ومنتجينا يتعلمون من يوزارسيف.. وانه ليس بالضرورة ان يقدم الفن للناس مصحوبا بالعري والخلاعة والمجون.. فكم من فنون نظيفة وراقية تؤثر في الناس وتدفعهم للتمسك بالقيم والاخلاق وتستثير فيهم الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.. يحيا يوزارسيف. مديحة عزب