الهدف الذي يجب ان نضعه نصب أعيننا ونحن مازلنا نعيش في رحاب عيد العمال، هو الإدراك الواعي، والحكيم، بأن مصر في حاجة ماسة الآن لحشد جميع قواها وطاقاتها الخلاقة والمبدعة، لإدارة دولاب العمل والانتاج في الدولة كلها بأقصي طاقة ممكنة، وإعادة الحياة لكل مصنع وشركة ومؤسسة تعطلت عن العمل في الفترة الماضية. هذه ضرورة لابد ان نسعي اليها ونلتزم بها فورا وبأقصي سرعة ممكنة، ايمانا منا بأن العمل هو المطلوب الآن لعلاج جميع الامراض التي أصابت الدولة والمجتمع، وهو الطريق الوحيد للخروج بمصر من الحالة الإقتصادية الحرجة التي تمر بها الآن. كما انه الوسيلة الصحيحة لتحقيق الأهداف الطموحة التي نسعي اليها، وتوفير سبل الحياة الكريمة لكل ابناء الشعب وحل مشكلة البطالة، وتوفير فرص العمل ووقف حالة النزيف الجارية للإقتصاد الوطني تمهيدا للانطلاق للأمام. وفي اطار ما يجب ان نلتزم به من الشفافية الكاملة في توصيف حالتنا التي نحن عليها اليوم، فلابد ان نقول بوضوح، ان مصرنا الغالية تعاني اليوم ومنذ فترة طالت لسنوات ثلاث من حالة اقتصادية سيئة ومتردية نتيجة القصور الشديد في الانتاج، والتقصير الأشد في سير العمل بالمصانع والشركات، بما أدي الي توقف العديدمن المؤسسات الخدمية والانتاجية، أو تدهور الانتاج بها. وعلينا ان ندرك ان هذه الحالة وصلت بنا الي حالة صعبة ومتردية، علي جميع المستويات الإقتصادية وخاصة في مجال الصناعة بقطاعاتها المختلفة والمتعددة، التي تحتاج الآن الي نهضة شاملة وعمل جاد ومتواصل، كي نبعث فيها الحياة ونضعها مرة أخري علي طريق التطور وجودة الانتاج. وإذا كنا نطمح في الوصول الي دولة حرة قوية حديثة ومتطورة، فيجب ان نضع في اعتبارنا أن ذلك لا يتحقق بالأمل والأماني فقط، بل لابد من العمل وبذل اقصي الجهد لتحقيق ذلك وتحويله الي حقيقة قائمة علي ارض الواقع. »اللهم قد بلغت اللهم فاشهد«.