هناك أمل يراود الناس الآن في انفراجة قريبة، في ظل الجهد الكبير الذي تبذله الحكومة الجديدة هذه الأيام، وانتشار الوزراء في مواقع الأزمات وأماكن المشاكل والتحامهم بالجماهير ومحاولتهم الحل علي الطبيعة، وهذا شيء جيد، ولكنه لا يكفي، بل يجب ان يتواكب معه جهد شعبي داعم ومساند في ذات الوقت. وإذا ما اردنا حقا وصدقا ان نلمس ونري نهاية قريبة للحالة الاقتصادية الخانقة، التي نعاني منها حاليا ومنذ فترة، فلابد أن نبذل غاية الجهد لدوران دولاب العمل وعجلة الانتاج بأقصي طاقة ممكنة. وبعيدا عن الشعارات البراقة التي يرددها البعض، دون العمل بها، ودون تحويلها إلي واقع حقيقي علي الارض، لابد أن نؤمن جميعا بأن مصر لن يبنيها سوي سواعد وهمم ابنائها، وانها لا يصح ولايجب ان تعيش علي المساعدات من الإخوة والأشقاء، رغم احترامنا وتقديرنا واعتزازنا بهم جميعا. ولابد أن يكون رائدنا وشعارنا ان مصر تنمو وتتقدم بعمل مواطنيها وعرق ابنائها، وان ذلك كي يتحقق علينا أن نبدأ الآن وفورا في حشد كل الطاقات الخلاقة والمبدعة لإدارة دولاب العمل والانتاج في الدولة كلها بأقصي طاقة ممكنة. وفي ذلك ان نؤمن بأن العمل والانتاج هما الطريق الصحيح للخروج بمصر من ازمتها الحالية، وهما الوسيلتان الناجحتان لتحقيق الأهداف الطموحة التي نسعي اليها، وتوفير الحياة الكريمة لكل ابناء الشعب، وحل مشكلة البطالة ووقف حالة النزيف الجارية حاليا للاقتصاد الوطني، وتهيئة المناخ للانطلاق للأمام. ولا اعتقد أن هناك أدني أمل في الخروج من ازمتنا الاقتصادية الحالية، إذاما استمرت الحالة التي نعاني منها الآن، من تعطل في سير العمل بالجدية الواجبة وقصور في الإنتاج، وتوقف أو قلة في التصدير، وزيادة في الاستيراد، وانخفاض في احتياطي النقد الاجنبي، وزيادة في الدين العام، وخلل في ميزان المدفوعات،..، وكلها اوضاع تدفع بنا إلي حافة الهاوية الاقتصادية، وهو ما يجب وقفه وعلاجه. وفي هذا الخصوص، لا علاج سريعا وحاسما وناجحا سوي العمل والانتاج ومزيد من العمل والانتاج لبناء مصر الجديدة، »اللهم قد بلغت اللهم فاشهد«