إذا ما أردنا حقا وصدقا أن نري نهاية قريبة للأزمة الاقتصادية الخانقة، التي نعاني منها حاليا ومنذ فترة ليست بالقصيرة، فلابد أن تكون دعوتنا لكل المصريين الآن، هي الدعوة للعمل، وأن يكون نداؤنا لكل المواطنين من الآن، هو نداء الإنتاج. وبعيدا عن الشعارات البراقة واللامعة التي نري منها الكثير ونسمع منها القدر الكبير، لابد أن نؤمن باليقين أن مصر لن تبنيها سوي سواعد وهمم أبنائها، وأنها لن تعيش علي المساعدات والهبات من الأخوة والأشقاء والأصدقاء، رغم احترامنا وتقديرنا واعتزازنا بهم جميعا،...، ولكنها لابد أن تعيش وتزدهر وتنمو بعمل مواطنيها وعرق كل المصريين. وفي هذا الإطار، لابد من الإدراك الواعي بأن مصر في حاجة ماسة الآن وفورا لحشد كل الطاقات الخلاقة والمبدعة لأبنائها، لإدارة دولاب العمل والإنتاج في الدولة كلها، وإعادة الحياة إلي طبيعتها في كل مصنع وشركة ومؤسسة علي أرض الوطن. والضرورة تقتضي علي كل منا الإيمان الكامل بأن العمل والمزيد من العمل هو المطلوب الآن، وهو الطريق الصحيح للخروج بمصر من الحالة الاقتصادية الحرجة التي تمر بها حاليا، وهو الوسيلة الصحيحة والوحيدة لتحقيق الأهداف الطموحة للثورة، وتوفير الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب، وحل مشكلة البطالة واتاحة فرص العمل، ووقف حالة النزيف الجارية للاقتصاد الوطني، تمهيدا للخروج من الأزمة والانطلاق للأمام. والمصارحة الواجبة تفرض علينا الإدراك بأن ما نعاني منه من أزمة اقتصادية، ترجع في أساسها إلي القصور الشديد في الإنتاج، وذلك بسبب التقصير الشديد في سير العمل بالجدية الواجبة، وهو ما أدي إلي قلة التصدير وزيادة الاستيراد، وانخفاض الرصيد الاحتياطي من النقد الأجنبي، وزيادة الدين العام، والخلل في ميزان المدفوعات،...، وكلها أوضاع وصلت بالحالة الاقتصادية إلي حافة الهاوية، وهو ما يتطلب علاجا سريعا وناجعا. وفي هذا الخصوص لا علاج سريعا وحاسما وناجعا سوي العمل والإنتاج، ومزيد من العمل والإنتاج،...، لذلك فإن دعوتنا لكل المصريين هي الدعوة للعمل، ونداءنا لكل المواطنين هو المزيد من الإنتاج،...، أما دعوتنا للحكومة ونداؤنا لها هو وضع حد للانفلات والفوضي، والتطبيق الجاد والصارم للقانون، وذلك لتحقيق الأمن والأمان اللازمين لاستقرار الأوضاع وعودة دولاب العمل للدوران بكامل طاقته.