إذا كان الشعار المرفوع والمعلن للقمة العربية التي عقدت في الكويت بالأمس بحضور الحكام العرب ومن يمثلونهم هو »التضامن من أجل مستقبل أفضل«،...، فإن ما نعلمه باليقين ويعلمه الكافة في وطننا العربي ويدركه بالقطع كل القادة والحكام العرب، هو أنه لا وجود ولا فرصة ولا أمل في مستقبل أفضل لعالمنا العربي، في ظل وجود الإرهاب واخطاره التي تهدد أمن واستقرار الدول العربية وكيانها وسلامتها. والحقيقة المؤكدة والواضحة للجميع، والتي كان يجب أن تكون ماثلة أمام أعين القادة والحكام العرب الذين اجتمعوا في قمة الكويت بالأمس، هي انهم إذا أرادوا مستقبلا أفضل لدولهم وشعوبهم، فعليهم أولا التضامن معا للقضاء علي خطر الإرهاب ووضع نهاية له، بل والسعي بكل قوة وعزم لاستئصال شأفته من المنطقة العربية كلها. والحقيقة التي يدركها العالم كله شرقه وغربه، هي أنه لا تنمية ولا استثمار ولا تقدم ولا تطور في ظل غيبة الأمن والاستقرار، وغياب الأمان في الدول والمجتمعات في وجود الإرهاب، وانتشار عملياته القذرة وجرائمه اللا إنسانية والبشعة. هذه الحقيقة ادركتها كل الشعوب والدول التي تعرضت للإرهاب وجرائمه، ادركتها الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، وادركتها أوروبا قبل ذلك وبعده، والجميع واجهها بكل القوة والعزم والإصرار للقضاء عليها إدراكا منهم بخطرها المؤكد علي التنمية والاستقرار والرخاء. وفي هذا الإطار أصبح الإرهاب بالنسبة للعالم كله هو الخطر المؤكد والعدو الأكثر شراسة لآمال وطموحات الشعوب والدول في التقدم والمستقبل الأفضل،...، ولابد أن يكون كذلك بالنسبة للدول العربية أيضا،...، واذا ما أرادت العمل والسعي للتضامن نحو مستقبل أفضل، فعليها ان تتضامن معا للقضاء علي الإرهاب أولا. وفي هذا لابد من اجراءات محددة تضمن التعاون الشامل في مكافحة الإرهاب، وتحقق وقف التمويل والدعم للجماعات الإرهابية بجميع صوره، وعدم إيواء الإرهابيين في أي دولة عربية، والتسليم الفوري للإرهابيين المطلوبين للعدالة،...، وبهذا يمكن تجفيف منابع الإرهاب والقضاء عليه، ويصبح هناك أمل في المستقبل الأفض. وللحديث بقية