دعا المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية الى دعمُ المبادرة التى أطلقتها مصرُ لمكافحة الإرهاب والتطرف وذلك حينما دعت الدولَ العربية الشقيقة خلالَ الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى يوم 9 مارس الجارى فى القاهرة إلى عقد اجتماع خاص لوزراء العدل والداخلية العرب فى أقرب وقت وقال منصور خلال كلمته أمام مؤتمر القمة العربية بالكويت - الثلاثاء - وأنتهز هذه الفرصة لأدعو إلى عقد هذا الاجتماع قبل نهاية شهر يونيو القادم وذلك فى إطار تنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب بهدف النظر فى مدى الالتزام بتطبيق الاتفاقية واضاف:" بات خطرُ الإرهاب يتهددُ أوطانَنا جميعاً ودون استثناء .. فى محاولات يائسة للافتئات على حقِ الشعوب فى إنفاذ إرادتها، ولتقويض استقرارها وتعطيل مسيرتها التنموية .. لقد سالت دماءُ أبناء لنا فى عملياتٍ إرهابية غادرة خلال الفترةِ الأخيرة من جماعاتٍ لم تراعِ حرمةَ الوطن ولا قدسية الدين .. إن تلك الدماءَ الذكية سواءٌ كانت لمن لقى ربَه أو أصيب، لسوف تشدُ من عزمنا الأكيد وتصميمِنا الذى لا يفتر على اجتثاث هذا الخطر كلية من منطقتنا .. فلا هوادة مع أولئك القتلة الغادرين ممن أساءوا للدين والوطن فى آن واحد " واكد ان مصر تدعو كافة الدول العربية الشقيقة إلى الوقوف صفاً واحداً فى مواجهة الإرهاب، بما يستوجبه ذلك من سرعة تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وأن تتعاون فيما بينها على تسليم المطلوبين قضائياً، وعلى رفض توفير المأوى والدعم .. بأى شكل من الأشكال قد يصب فى صالح من حمل السلاح ضد أبناء وطنه. ويقيناً، فإننا قادرون معا – بعزم أكيد ونية صادقة – على مواجهة هذا الخطر واستئصاله من مُجتمعاتنا .. كى يعيش المواطنُ العربىُ حيثما وُجد آمنا فى بيته... آمنا فى تنقله .. آمنا فى سعيه إلى لقمة عيشه .. بكرامة وعزة وإباء .. فلن يُرَوَعَ أبناؤنا بعون الله وقوته طالما اتحدت إراداتُنا على مكافحة هذه الآفة. وحول الاستحقاقات السياسة فى مصر ، اكد منصور خلال كلمته أمام مؤتمر القمة العربية بالكويت - الثلاثاء - اننا نقتربُ من إتمام ثانى استحقاقات خارطة الطريق بعد إقرار الدستور فى يناير الفائت عبر إجراء الانتخابات الرئاسية، كى تليها بعون الله وتوفيقه الانتخاباتُ البرلمانية لنكونَ بذلك قد استكملنا بناءَ مؤسساتِ الدولة الحديثةِ المبتغاة.. دولةٍ تسعى للتقدم والحداثة والتضامن مع أشقائها العرب وتناضلُ من أجلِ التنميةِ والتحديثِ فى إقليمها بأسره. واعرب عن ثقته من أن عروبتَنا ستعودُ لتُصبح تلك القاطرة التى توحد العرب من المُحيط إلى الخليج وتجعل لهم من أسباب القوة ما يحفظ لهم موقعهم على الساحة الدولية عبر مشروع قومى يواجهُ التحدياتِ الكبرى، ويستفيدُ من دروس وأخطاء الماضى، ويُثَبِتُ مفهومَ الدولة الحديثة العصرية التى توفر الظروف لتفجُر الطاقات الإيجابية وإطلاق العنان لقدرات مواطنينا لتحقيق تطلعاتهم المشروعة فى التقدم والرفاهية وأشار ان مصر تقترح أن تنظر تلك القمةُ المباركةُ فى ثلاثة مقترحات، وفى تكليفِ الوزراءِ المختصين أن يقوموا عبر جامعتنا العربية بوضع الخطط والآليات اللازمة للوفاء بها بحيث يكمل العمل العربى المشترك الجهود الوطنية لكل دولة على حدة. وطالب باعلانُ العقد الحالى 2014 2024 عقداً للقضاءِ على الأميةِ فى جميع أنحاءِ الوطن العربى.. وأدعو هنا، وبشكلٍ عاجل، لاعتمادِ برنامج عملٍ يكون هدفُه التخلص من ظاهرة الأمية فى مُختلف أنحاء المنطقة العربية خلال السنوات العشر القادمة، وأقترح أن تكون أولى خطواتِنا فى هذا السياق عقدُ اجتماع فى غضون الشهرين المقبلين لوزراء التعليم فى الدول العربية يتمُ الإعدادُ الجيدُ له ويُقرُ برنامجَ العمل الذى دعوتُ لاعتمادِه، وحتى نُعالجَ قضية هى الأساسُ والمسببُ للكثير من مشكلاتنا المستعصية فى العالم العربى. ولا شكَ أن طموحَنا لا يتوقف عند حدِ محو الأمية بل يمتدُ إلى تمكين مواطنينا من الإلمام بكافة أساليب وأدوات التعامل مع العصر الحديث عبر تعليم متطور يسمحُ لأبناءِ أمتِنا بمنافسة أقرانِهم فى العالم كلِه. والبناء على ما تحقق خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب منذ أسبوعين فى مراكش والذى أعلن رفض الدول العربية الكامل للإرهاب بكافة صوره وأنواعه، وأكد عزم العرب على مكافحته وأيد كافة الإجراءات التى تتخذها الدول الأعضاء فى هذا السياق، مديناً جميع الأعمال الإرهابية التى تستهدف الدول الأعضاء، وداعياً لاتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمكافحة هذه الظاهرة البغيضة. ثالثاً: وفى ضوء أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على البُعد الأمنى وحده، فإننى أدعو للنظر باهتمام وجدية فى إقرار إستراتيجية عربية موحدة بعناصرها الفكرية والثقافية والإعلامية والتعليمية لمواجهة نمو وانتشار الفكر المتطرف. وانتهى فى كلمته :" وأطرح عليكم فى هذا الإطار أن تستضيف مكتبة الإسكندرية اجتماعاً للمفكرين والمثقفين بمشاركة المسؤولين من المؤسسات المعنية بدولنا، والمؤسسات العربية المختصة بهذا المجال، يخلُصُ إلى توصيات محددة وعملية تتعلقُ بالنهوض بالمستوى الفكرى والثقافى لاسيما لأجيال الشباب الذين هم أملُنا فى المستقبل وعمادُ الصحوةِ والعمل المُجدِ للِّحاق بركب التقدم العالمى، على أن تُطرحَ تلك التوصياتُ على الاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب لاعتمادِها والتنسيقِ بشأنِها مع مختلف المؤسساتِ العربية المُختصة بتنظيم التعاون فى هذا المجال".