لقي زعيم اليمين المتطرف في جنوب افريقيا يوجين تير بلانش المناصر الشرس للفصل العنصري مصرعه بعد شجار مع احد خادميه في جريمة لا تبدو سياسية لكنها تحدث في ظل توترات عرقية ما زالت حادة بعد 16 عاما علي نهاية نظام الفصل العنصري. ودعا الرئيس جاكوب زوما الجنوب افريقيين الي "الهدوء" محذرا من اي استفزاز قد يؤجج "الحقد العنصري". في المقابل أعلنت الحركة أمس انها ستثأر له لكنها دعت عناصرها الي الهدوء وعدم الرد علي الفور. وقال الامين العام للحركة اندري فيساجي لفرانس برس "خلافا لما يريده اعضاؤنا ندعوهم الي الالتزام بالهدوء في الوقت الراهن". واوضح ان حركته ستعقد اجتماعا في الاول من مايو لتقرر ما ستفعله في المستقبل. وعثرت الشرطة علي يوجين تير بلانش (69 سنة) قتيلا في فراشه السبت قبل غروب الشمس و"علي رأسه ووجهه جروح"، واعتقلت اثنين من خادميه (15 عاما و21 عاما) بتهمة القتل، بينما يتوقع ان يكونا تخاصما مع رب العمل لانه لم يدفع لهما اجرا. ووقعت الجريمة في فنترسدورب شمال غرب البلاد بمزرعة الناشط السابق الذي لم يكن يغادرها الا نادرا. وكان يوجين تير برانش طوال اكثر من عشرين سنة قائد الكفاح من اجل هيمنة الافريكانر، المتحدرين من المستوطنين الهولنديين والهوجونوت الفرنسيين في جنوب افريقيا والذين كان يطالب بحقهم في تقرير مصيرهم. وفي 1973 اسس الرجل الذي كان شرطيا، حركة مقاومة الافريكانر. وكانت الحركة التي انتقدت نظام الفصل العنصري معتبرة انه يبالغ في تقديم النازلات للسود، تعارض الديمقراطية البرلمانية. وعشية اول انتخابات متعددة الاعراق سنة 1994 ارتكبت الحركة سلسلة من الهجمات بالقنابل قبل تهميشها تدريجيا. وانتهي الامر سنة 2001 بزعيمها الشرس الذي كان يظهر دائما علي صهوة حصان في السجن، قبل ان يفرج عنه في 2005 لحسن سلوكه.