تحولت الاضطرابات التي تشهدها أوكرانيا إلي مواجهات دامية بين المناهضين للحكومة وقوات الأمن، مما أسفر أمس عن مصرع 14 شخصا بينهم 6 من ضباط الشرطة إلي جانب أكثر من 150 جريحا. واندلعت أعمال العنف عندما تقدمت الشرطة نحو ميدان الاستقلال في العاصمة كييف وهي مركز الاحتجاجات المناهضة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش والمستمرة منذ 12 أسبوعا. وحددت قوات الأمن مهلة ساعتين للمحتجين لإنهاء الاضطرابات. ومع انتهاء مدة الانذار، شنت الشرطة هجوما علي المتظاهرين مزودة بثلاث مدرعات مجهزة بخراطيم المياه ،وطلب أحد قادة المعارضة فيتالي كليتشكو من "النساء والاطفال" مغادرة الميدان، وقال أمام المتظاهرين المحتشدين في الساحة المركزية في كييف "لا نستطيع إبعاد هجوم لقوات الامن". وفي الوقت نفسه أوقفت السلطات كافة خطوط المترو في كييف، فيما قام المتظاهرون بوضع المتاريس والحواجز واقتلاع حجارة الأرصفة، واحتل متظاهرون مبني بلدية كييف.واستخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية كما أطلقت الرصاص المطاطي علي المتظاهرين الذين ألقوا علي القوات الحجارة وقنابل المولوتوف. وأحرق متظاهرون شاحنات أمام البرلمان بزجاجات حارقة. واحتل ما بين 200 و300 متظاهر لفترة وجيزة مقر حزب "المناطق" بزعامة الرئيس يانوكوفيتش الواقع بالقرب من البرلمان. وقد أدانت روسيا تجدد العنف واعتبرته "نتيجة" سياسة الغرب. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن واشنطن تحاول فرض "الخيارالغربي" علي أوكرانيا، باعتباره "الخيار الصحيح الوحيد"، وهي في الحقيقة تملي إرادتها علي سلطات بلد مستقل. وقالت الخارجية الروسية في بيان "ما يحدث هو النتيجة المباشرة لسياسة الممالأة التي ينتهجها غربيون ومؤسسات أوروبية تغض الطرف عن الأعمال العدوانية التي تقوم بها قوي متطرفة في أوكرانيا". وتتهم المعارضة السلطة الأوكرانية بالرضوخ لضغوط موسكو منذ أن تراجع يانوكوفيتش في نوفمبر عن التوقيع علي اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي. وقد منحت روسيا كييف في ديسمبر قرضا بقيمة 15 مليار دولار، دفع منه 3 مليارات مع خصم كبير في سعر الغاز. في غضون ذلك، دعا البيت الأبيض الرئيس يانوكوفيتش، إلي وضع حد للعنف، محذرا من أن استخدام القوة "لن يحل الأزمة"، ودعا لاستئناف الحوار مع المعارضة. ومن جانبها، أدانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون "استعمال العنف" وعبرت عن قلقها من التصعيد داعية السلطات الي "التركيز علي جذور الازمة". كما أعرب سكرتير حلف الأطلنطي (الناتو) اندرس فوج راسموسن عن "قلقه ازاء العنف وحالات الوفيات التي وقعت.ودعا وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينمايرالأطراف الي السعي لحل سياسي عبر الحوار. كما أدانت فرنسا علي لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس ما أسمته "الاستخدام العشوائي للقوة". وكرر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك مساعدته لايجاد تسوية "لأن أي حرب اهلية علي نطاق ضيق أو واسع لن تصب في مصلحة اوكرانيا والامن والاستقرار في المنطقة". وتطالب المعارضة باجراء انتخابات رئاسية مبكرة.وكان مقررا أن ينظر البرلمان الأوكراني في اصلاح دستوري يحد من صلاحيات الرئيس.