اذا كان ثمة احتمال بان يشارك الاخوان في الانتخابات البرلمانية سرا بمرشحين غير معروفين بانتمائهم لجماعتهم فان هذا الاحتمال مستبعد في الانتخابات الرئاسية.. فهم مثلما قاطعوا الاستفتاء علي الدستور سوف يقاطعون ايضا الانتخابات الرئاسية سواء بتقديم مرشح لهم مثلما فعلوا من قبل في انتخابات الرئاسة عام 2012، او حتي بالمشاركة بالتصويت علي المرشحين الذين سوف يخوضون غمار السباق الانتخابي، حتي لا يفسر ذلك بانهم تراجعوا وقبلوا بالامر الواقع الجديد وتخلوا عن مطالبتهم باستعادة حكمهم بدون انتخابات وهو الموقف الذي انتهجوه منذ الثالث من يوليو الماضي حتي الان. لكن مقاطعة الاخوان الانتخابات الرئاسية القادمة ترشيحا وانتخابا لا يمنعهم اذا شاءوا من منحهم التأييد لاحد المرشحين او حتي اكثر في هذه الانتخابات، خاصة وان التأييد في الانتخابات اي انتخابات رئاسية او برلمانية او حتي نقابية- لا يقتصر فقط علي مجرد التصويت للمرشح الموجه له هذا التأييد، انما يمكن ان يكون هذا التأييد في شكل دعم مالي أو لوجستي ايضا. نظريا هذا احتمال غير مستبعد، ولكن عمليا قد يكون هذا الاحتمال ضئيلا في ظل قائمة المرشحين الذين يتداولهم الرأي العام والاعلام الان.. فهذه القائمة يأتي علي رأسها د. عبدالمنعم ابوالفتوح القيادي السابق في جماعة الاخوان ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، فضلا عن الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس العسكري ورئيس الاركان السابق للقوات المسلحة، مع د. سليم العوا وكل هذه الاسماء لا تثير حماس قيادة جماعة الاخوان لدعمها في انتخابات الرئاسة. فالاول وهو د. ابوالفتوح بينه وبين قيادة الجماعة، خاصة خيرت الشاطر، خلافات تاريخية ربما كانت اكبر من تجاوزها ونسيانها، حتي في ظل وجود شخصيات داخل التنظيم الدولي للاخوان تربطها علاقات طيبة بابوالفتوح مثل القرضاوي والغنوشي. اما الثاني وهو حمدين صباحي فرغم انه بدأ يتحدث عن مخاوفه مما اسماه بالحكم العسكري فان الاخوان لا يمكن ان يثقوا فيه او يأمنون له، حتي وان كانوا قد تحالفوا معه من قبل انتخابيا في الانتخابات البرلمانية السابقة، ولذلك فانه اسم لا يغري الاخوان الان بتقديم الدعم والعون له مثلما هو اسم غير مقبول من الامريكان الذين يحرص الاخوان علي عدم اغضابهم الان، لانهم ما زالوا يراهنون علي مساندتهم لانقاذهم من ورطتهم الامنية والسياسية الحالية في مصر. ونفس الامر مع اختلاف الاسباب ينطبق علي د. سليم العوا فهو اسم لا يغري الاخوان ايضا لدعمه في انتخابات رئاسية، حتي وان كان محمد مرسي اختاره محاميا خاصا له، وان كان العوا ايضا يقدم لهم خدمات اخري غير منظورة.. فهو في نهاية المطاف ليس له حظوظ انتخابية مناسبة. ويتبقي بعد ذلك الفريق سامي عنان وبالنسبة له فان السبب الوحيد الذي قد يدفع الاخوان لدعمه انتخابيا هو ان يرغب الامريكان في ذلك قطعا للطريق علي وصول المشير السيسي الي منصب رئيس جمهورية مصر غير اننا يجب ان نتذكر ان الاخوان في اغسطس 2012 لم يأتوا به وزيرا للدفاع رغم رغبته في ذلك، وانما احالوه مع المشير طنطاوي للتقاعد، بل انهم كانوا قد شرعوا في التحضير للتحقيق معه في الكسب غير المشروع. لذلك كله فان المجال المفتوح امام الاخوان في الانتخابات الرئاسية هو شن حملات هجوم وتشهير عنيفة ضد السيسي وسوف يرصدون لذلك ميزانية ضخمة.