طالب السيد عمرو موسي الامين العام للجامعة العربية الادارة الامريكية ان تضطلع بدور اكبر في عملية السلام من خلال تقديم خطة سلام شاملة توضح حقوق الفلسطينيين والاسرائيليين وتحدد القضايا الرئيسية كالحدود وتقسيم القدس واللاجئين والجولان ولبنان. والواقع ان عددا من الخبراء الامريكيين سبق ان طالبوا بمثل هذه الخطة الامريكية، كان من ابرزهم زيجنيو برجنسكي مستشار الامن القومي الامريكي السابق صاحب الخبرة العريضة في عملية سلام الشرق الاوسط منذ دوره في ادارة كارتر ومحادثات واتفاقيات كامب ديفيد، ففي مقال كتبه في مجلة Foreign Affairs عدد يناير - فبراير 2010 وحمل عنوان: Why America foreign policy should move from hope to audacity يعرض برجنسكي للدور الامريكي في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وقال انه بعد اربعين عاما من مفاوضات السلام بات واضحا تماما انه لا الجانب الاسرائيلي ولا الجانب الفلسطيني سوف يعمل علي حل النزاع اذا ترك الامر لهم، فالفلسطينيون منقسمون جدا وضعفاء لدرجة تمنعهم من اتخاذ اي قرار جوهري يعمل علي دفع عملية السلام للامام, كذلك الاسرائيليون فهم منقسمون جدا وأقوياء جدا لدرجة تجعلهم غير مكترثين لاتخاذ اي قرار من شأنه دفع عملية السلام الي الامام، ويستخلص برجنسكي انه نتيجة لذلك هناك حاجة لمبادرة خارجية قوية تحدد المعالم الاساسية لتسوية نهائية لبدء مفاوضات جادة بين الطرفين وهذا لا يتأتي الا من جانب الولاياتالمتحدة فقط, بل ان برجنسكي ذهب الي تقديم تصور لهذه الخطة ومعالمها الاساسية. ومؤخرا كتب ثلاثة من الخبراء والدبلوماسيين الامريكيين هم Chester Crocker استاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة جورج تاون Scott Lasensikyالزميل بمعهد الولاياتالمتحدة للسلام Samuel Lewis سفير أمريكا السابق في اسرائيل. مقالا نشر فيInternational Herlad Tribune يوم 24 نوفمبر2010 وتحت عنوان: "هزة أمريكية للشرق الاوسط" ""An American jolt for the Middle East قالوا فيه إن محادثات السلام في الشرق الاوسط في حالة تعثر وهي تحتاج الي دفعة قوية من جانب الولاياتالمتحدةالامريكية فهي القوة الوحيدة التي لديها امكانيات قوية لاتخاذ موقف حازم لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فعلي واشنطن اعلان المباديء التي من شأنها توجيه الاطراف نحو التوصل الي حل تفاوضي, فأمريكا هي الوسيط والقوة العالمية التي تستطيع اضفاء الشرعية علي الافكار وحشد دعم الاخرين لها. ويؤكد المقال أن اقرارا أمريكيا لمبادئ حشد الدعم الاقليمي من شأنه أن يوفر للمرة الاولي اطارا عاما لاشراك مقدمي المبادرة العربية وسوف يعزز أيضا قدرة أمريكا علي إعادة التأكيد علي أهمية وجود هيكل دعم إقليمي للمفاوضات الثنائية ، ولا سيما من خلال احياء الاتصالات والاجتماعات المتعددة الأطراف التي تنطوي علي وجود الإسرائيليين وجيرانهم في جميع أنحاء المنطقة. وعلاوة علي ذلك ، فزيادة المشاركة الإقليمية في عملية السلام له فوائد قوية لبعض التحديات الاقليمية مثل البرنامج النووي الايراني ورغم أن أمريكا أعلنت طويلا عن دعمها لقيام "دولتين" ولكن عليها الان ان تتحدث اكثر حول ماذا يعني ذلك في الواقع العملي. فإعلان الولاياتالمتحدة لهذه المباديء والافكار أضمن طريقة لحماية احتمالات التوصل إلي حل الدولتين من أي هجمات كذلك تضع هذه الافكار والمباديء بعض القضايا مثل الامن والقدس والمستوطنات في رؤية مستقبلية واضحة ويؤكد الخبراء الثلاثة علي اهمية استناد الإعلان الأمريكي: - علي خطوط 1967 مع تبادل الأراضي المتفق عليها - وتقديم الدعم لحل وسط بشأن القدس لتكون عاصمتين لدولتين - أحكاما حول القيود والضمانات الأمنية - دعم امريكي لحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين - اعادة تأكيد التزام الولاياتالمتحدة الطويل الأمد لدولة اسرائيل. ولكن ينبغي ان يشمل هذا الاعلان بعض المحاذير مع العلم ان المصلحة الاساسية للولايات المتحدةالامريكية تكمن في التوصل الي حل متفق عليه وقابل للحياة وليس مجرد أي صيغة وينبه الخبراء الثلاثة أن علي واشنطن الا تحاول "طبخ" هذا الاعلان او هذه الافكار مع اطراف معينة, فهذا البيان يجب ان يكون بمثابة اعلان واضح وصريح لموقف الولاياتالمتحدة وما تؤمن به وتدعمه وما ترفضه. علي أية حال وعلي الرغم من وجاهة الدعوة لان تتقدم الولاياتالمتحدة بخطة تحمل موقفها من قضايا الصراع الاساسية الا انه من المشكوك فيه ان تقدم الادارة الامريكية علي مثل هذه الخطوة حيث تضع في اعتبارها الاصوات التي سوف ترتفع أنها تفرض حلا وخاصة علي اسرائيل, وكذلك لخشيتها من ان معارضة اسرائيل لهذه الخطة لا يقابلها ارادة أو قدرة أمريكية علي الضغط عليها أو إجبارها علي تقبل وتنفيذ هذه الخطة وعلي الرغم من ان الخبراء الثلاثة يطالبون بأن تكون هذه الخطة أمريكية خالصة الا ان إشراك قوي أخري مثل الرباعية فيها قد يكسبها قوة ودعما دوليا اشمل. كاتب المقال: سفير سابق