كل عام ومصر بخير.. يا رب احفظها من كل سوء وحقق لنا الأمن والسلام والاستقرار.. من المؤكد أن هذا الدعاء كان أول ما نطق به لسان كل مصري يعرف قيمة الوطن ويقدسه وهو يستقبل العام الجديد »4102« أمس. من المؤكد أيضا أن عام 3102 الذي ودعناه أمس الأول كان عاما صعبا وقاسيا علي المصريين عاد فيه الإرهاب الأسود ليطل برأسه من جديد محاولا زعزعة أمن واستقرار الوطن عقابا للشعب الذي انتفض في ثورة غير مسبوقة وأزاح الحكم الفاشي لجماعة تاجرت بالدين لتحقيق هدف وحيد هو اسقاط الدولة المصرية واحياء دولة الخلافة الإسلامية ضاربة عرض الحائط بحقائق التاريخ التي تؤكد أن مصر كانت وستظل دولة مدنية لا تخلط الدين بالسياسة. صحيح أن اسقاط حكم الإخوان تحقق أيضا في نفس العام لكن أعداء الله والوطن رفضوا الاعتراف بالهزيمة وبدأوا تطبيق شعارهم »يانحكم مصر.. يا نحرق مصر«.. علي أية حال »رب ضارة نافعة«.. العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر خلال الشهور الأخيرة وتصاعدت في الأيام الماضية لم تحقق هدفها في ترهيب المواطنين حتي ينزلوا للمشاركة في الاستفتاء علي الدستور الجديد.. بل بالعكس زادتهم اصرارا علي النزول ليقولوا »نعم« عن اقتناع كامل أنه دستور يحمل الخير لمصر وأنه لا رجعة عن استكمال استحقاقات خارطة المستقبل وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد إقرار الدستور الجديد لتنطلق مصر تعوض ما فاتها وتحقق المكانة التي تستحقها بين الأمم. الرفض الشعبي لجماعة الإخوان الإرهابية بلغ مداه ولم نعد نخشي أن يسقط منا كل يوم شهداء جدد لأنها معركة كتبت علينا ولابد أن نخوضها حتي النهاية وأن نحقق فيها نصرا يدوي في العالم كله معلنا هزيمة الإرهاب أمام إرادة الشعب المصري. الحملات الإعلامية وجهود القيادات السياسية والشعبية لشرح مواد الدستور الجديد وتعريف المواطنين بمزاياه بدأت تؤتي ثمارها وأرجو المزيد من أطراف أخري خلال الأيام القادمة حتي موعد الاستفتاء.. الأطراف الأخري التي أعنيها يأتي في مقدمتها الشباب المتعلم والمثقف الذي يتابع الحوار المجتمعي حول الدستور الجديد ويكتشف بنفسه المزايا العديدة التي تضمنها والحقوق والحريات التي كفلها لكافة فئات الشعب.. هؤلاء الشباب عليهم دور مهم جدا في توعية أسرهم خاصة في ريف مصر وصعيدها وفي المناطق العشوائية والأحياء الفقيرة التي يتحرك فيها الإخوان بكثافة يوزعون نسخا مزورة للدستور للتدليل علي انه مخالف للشريعة الإسلامية وأن من سيصوت ب»نعم« سيدخل النار ! مهمة أخري يمكن أن يساهم فيها الشباب لكن مسئوليتها الأولي تقع علي الأحزاب ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني وهي توفير السيارات لنقل الناخبين خاصة كبار السن والسيدات إلي اللجان ومساعدة رجال الشرطة والجيش في تأمين الطرق المؤدية إلي اللجان لمنع أية محاولات إخوانية لإعاقة وصول الناخبين للإدلاء بأصواتهم. المشاركة في الاستفتاء يجب ألا تقل نسبتها عن 56٪ علي أقل تقدير والتصويت ب»نعم« يجب أن يتجاوز ال57٪ لتكون نتيجة الاستفتاء رسالة للعالم تؤكد أن ما حدث في 03 يونيو ثورة وليس انقلابا وأنه لا مكان للإرهاب علي أرض مصر. خير الدعاء اللهم إنا نستودعك عاما مضي من عمرنا بأن تغفر لنا وترحمنا وتعفو عنا وأن تبارك لنا في أيامنا القادمة وتصلح أنفسنا وتيسر أمورنا.. ربنا احفظ لنا من حولنا ولا تحرمنا قريبا ولا بعيدا واكتب للمصريين يا الله في العام الجديد فرحة نغير بها مجري حياتنا إلي الأبد.. اللهم آمين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة.. وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم أعنا علي الشدائد وانصرنا وارحمنا إنك أرحم الراحمين. آخر كلام الفقرات والإعلانات التليفزيونية التي تشجع علي المشاركة في الاستفتاء علي الدستور ودعوة الناخبين للتصويت ب»نعم« جيدة لكن »فرخة« طارق نور في القاهرة والناس »زودتها شوية« حينما خلطت السياسة بالجنس !