علي باب مجلس الشعب لن تقف المرأة المصرية هذه المرة مترددة، أو مرتبكة الخطي، أو متراجعة .. بل سيفتح لها المجلس السيادي بواباته علي مصراعيه، وبكل ترحاب مستقبلا إياها باشتياق، وبرغبة حقيقية في أن تحتل موقعا متميزا داخل قاعاته ومجالسه وأركانه بل وبأمل أن تساهم بجدية في إعادة صياغة كل كيانه! في عام 2011 ستتسلم المرأة المصرية لأول مرة صك اعتراف بأحقيتها في امتلاك ناصية قرارها، والإدلاء بدلوها في قضايا وطنها، حقا إن الصك هذه المرة منحته لها القيادة السياسية كتمييز لمناصرتها لاقتحام الباب السياسي الذي كان مستعصي الفتح عليها من قبل، ولكن هذا التمييز الإيجابي - كما أعتقد - سيكون بمثابة نقطة انطلاق واعية لتمكينها في المستقبل من امتلاك ناصية قدرتها علي الأداء السياسي، وهو ماسيحسب بالطبع بكل امتنان للرئيس حسني مبارك الذي أثبت علي الدوام إيمانه بحقوق المرأة المصرية، ولجهود قرينته السيدة سوزان مبارك التي طالما آمنت بقدرات المرأة علي التغيير وعلي المشاركة في تحقيق التنمية لمصر، كما أنه سيحظي بامتنان خاص من جانب الأجيال القادمة من الشابات المصريات الواعدات ممن تملكن الرغبة في العمل السياسي، ولكن كن تحتجن لمن يمهد لهن الطريق لاقتحام عالم السياسة الوعر وشديد التعقيد ! ولايمكن ألا تتذكر المرأة المصرية بكل العرفان جهود المجلس القومي للمرأة، والذي عمل جاهدا - دون ضجيج - بفضل القيادية النسائية البارزة والعالمة المتميزة د. فرخندة حسن علي مساندة جهود المرأة المصرية للمضي قدما في لتمهيد طريق المشاركة السياسية للمرأة بتقديم الدعم الكامل لها كمرشحة أو كناخبة سواء بالتوعية أو التدريب أو بتوفير الدعم المؤسسي لها،وتحفيز الإحساس بالمواطنة والانتماء لبناء كوادر نسائية قادرة علي اتخاذ مواقعها الريادية بثقة علي خريطة العمل السياسي في مصر. ستمنح قاعات مجلس الشعب مفاتيحها للمرأة.. وستسمح لها الجلسات بأن تضع بصماتها علي المكان وكلماتها في المحاضر، وتساؤلاتها علي الملأ ورؤيتها أمام كل الأنظار .. هذه المرة ستشارك المرأة المصرية في الحياة النيابية بكل هذا الزخم والحماس والرغبة في تحمل المسئولية من أجل تطوير الحياة النيابية في مصر من منطلق وعيها بقضايا وطنها، ومن منطلق إيمانها بحقوقها السياسية، ومن منطلق رغبتها في تحقيق ذاتها ومن خلال حسن إدارتها وتوظيفها لأدوات الديمقراطية وللآليات النيابية في يديها، وكل مانأمله أن تعي النائبات الفائزات بثقة مرشحيهن جيدا أن الفرص الحقيقية نادرا ماتطرق الأبواب بسهولة، وأن عليها ألا تتحول لكتلة صامتة أو »كتلة موافقات« أو أن تقتصر مشاركتها علي بعض القضايا ذات الطبيعة الخاصة، مثل قضايا المرأة والطفل، بل عليها أن تطرق أبواب المناقشة في كل القضايا الوطنية التي تهم المواطن المصري حتي لايتم تأنيث مشاركتها السياسية ! مسك الكلام .. أهمس في أذن النيابية المصرية الفائزة بنظام الكوتة .. من السهل أن تفوزي بمقعد لمرة واحدة، ولكن من الصعب أن تحتفظي به لمرات قادمة! [email protected]