هكذا تغير الرهان الأمريكي مؤخرا تجاه مصر بعد 03 يونيو وثورة الشعب التي قام الجيش المصري بمساندتها وحمايتها ضد حكم الإخوان بعد فشلهم علي مدي عام كامل وفرض سيطرتهم بالإرهاب.. وهكذا تغير الرهان الأمريكي بعد عزل محمد مرسي وسقوط الجماعة.. وتم إعلان خارطة الطريق »المستقبل« ووضع الدستور الجديد لمصر.. وجاءت تصريحات تشك هيجل وزير الدفاع الأمريكي في البحرين بمثابة إعلان عن ذلك التغير عندما أكد تأييد بلاده خريطة المستقبل للمرحلة الانتقالية في إقامة نظام ديمقراطي في مصر- وذلك عقب لقائه مع نبيل فهمي وزير الخارجية في منتدي حوار المنامة وقال إن واشنطن ستواصل تعاونها مع الحكومة المصرية الحالية وأنه يتواصل مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، وأكد أن أمريكا ترغب في أن تري مصر قوية وشريكا حقيقي في عملية السلام.. ومن قبله كان موقف جون كيري وزير الخارجية واضحا في تأييد مصر ومساعدتها.. وهذا ما يعني أن الرهان الأمريكي مع الجيش والشعب ولم يعد مع الإخوان.. ويمكن أن يقال أن الادارة الأمريكية قد أصيبت بصدمة عنيفة بعد فشل الإخوان في الحكم علي مدي عام كامل وسقوط الرهان الذي كان معقودا عليهم بعد ثورة 52 يناير ولم تضع في حساباتها احتمال فشل الرئيس الإخواني في تجربة الحكم.. وقد قالها الرئيس أوباما في خطابه أمام الأممالمتحدة بوضوح: إن الرئيس مرسي قد فشل في حكم مصر! وكان ذلك مؤشرا علي التغيير في الرهان الأمريكي علي الإخوان واعترافا بثورة 03 يونيو وبأنها ليست انقلابا عسكريا.. ولكن ذلك لايعني أن أمريكا لم تؤيد الإخوان الحكم وتزوير الانتخابات الرئاسية لكي ينجح مرشح الجماعة مرسي العياط ويفوز علي الفريق أحمد شفيق الذي كان فوزه شبه مؤكد حتي تغيرت النتيجة في اللحظات الأخيرة -في الفجر- بتدخل غير مفهوم من لجنة الانتخابات وبضغط من المجلس العسكري وسوف ينكشف دور السفيرة الأمريكية آن باترسون في يوم ما في انجاح مرشح الإخوان.. وهناك واقعة اتصالها بأحمد شفيق قبل اعلان النتيجة وذهابها لمقابلته في بيته في الليل لابلاغه بالموقف الأمريكي بعد أن تأكد احتمال نجاحه بنسبة أكبر من مرسي وكان المجلس العسكري واقعا تحت ضغوط لمصلحة الإخوان وهكذا وصل مرسي إلي الرئاسة قبل اكتمال فرز الأصوات وبفارق محدود. لقد كان موقف الاخوان رافضا لدخول الانتخابات الرئاسية وأعلن مكتب الارشاد أن الجماعة لن ترشح أحدا من جانبها لخوض تلك الانتخابات ولكن تغير هذا الموقف بعد وصول السناتور جون ماكين الي القاهرة واجتماعه لمدة ساعات مع خيرت الشاطر نائب المرشد، ووجه اليه اسئلة حول قدرة الجماعة علي الحكم وعن موقف الإخوان من عدة قضايا وأهمها معاهدة السلام مع اسرائيل وحينما تأكد ماكين من الشاطر عن ضمان أمن اسرائيل من جانب الإخوان طلب منه أن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية لان الولاياتالمتحدة تري أن الجماعة لديها القدرة علي الحكم، وتنفيذ المخطط الامريكي في المنطقة.. وتم تكليف آن باترسون بذلك وتقديم المساعدة لمرشح الإخوان وقام خيرت الشاطر بترشيح نفسه بالفعل لولا أن لجنة الانتخابات اعترضت علي ذلك بسبب وجود حكم قضائي ضده ولذلك تم ترشيح المرشح الاحتياطي محمد مرسي مع أنه ليس الأكفأ وقامت باترسون بترتيب الحملة الانتخابية ورصدت واشنطن -بأمر أوباما- قرابة ثمانية مليارات دولار لمساعدة الإخوان واستخدمت الجماعات الشبابية الموالية.. فكانت تنفيذ الرهان الأمريكي بالنسبة للإسلام السياسي طبقا للأجندة التي جاءت بها من باكستان لكي تطبقها في مصر! لم يكن هذا هو أول اتصال مباشر بين امريكا والإخوان وإنما حدث جديا في عام 2002 عندما بدأ التفكير في واشنطن في التفاهم مع جماعات الاسلام السياسي في المنطقة العربية وبالذات مع جماعة الإخوان باعتبارها الفصيل الأكثر تفاهما والأكثر تنظيما.. وبالمقارنة مع القاعدة- وحدث الاتصال معهم في عهد بوش الابن.. وكان علي مراحل اثناء حكم الرئيس السابق مبارك الذي رصد ذلك التغيير في الموقف الامريكي.. وتطورت الاتصالات بين الإدارة الأمريكية والإخوان الذين تزايد في تزايدت اعضاء من مكتب الارشاد لواشنطن واستغل الاخوان ذلك في اقامة علاقات مع منظمة »ايباك«- أقوي جماعات الضغط اليهودي في امريكا- ولها نفوذها المؤثر وكان لذلك تأثير كبير علي العلاقة مع الإدارة الأمريكية. وفي ذات الوقت حدث التوتر في العلاقات بين مبارك وبوش الابن وتوقفت زيارته السنوية لواشنطن قرابة أربع سنوات خصوصا بعد ما علم بالاتصالات السرية مع الإخوان وعندما جاء أوباما إلي البيت الابيض لم تتوقف اتصالاته مع الجماعة وشعر بالخطر علي الحكم.. وكان هذا هو السبب في سقوط مرشح الاخوان في انتخابات 0102 بتعليمات الحزب الوطني تمهيدا لعملية التوريث وكان ضد مخطط أوباما بالنسبة للإسلام السياسي في المنطقة، ولذلك حينما حدثت ثورة 52 يناير طالب مبارك علنا بالتنحي مرتين لكي يفسح المجال أمام الإخوان لسرقة الثورة وتولي الحكم وخدعوا المجلس العسكري.. وتم تزوير الانتخابات الرئاسية لصالحهم ولم تكن إدارة أوباما تتوقع فشل مرسي بعد عام في الحكم وقامت ثورة 03 يونيو وتم عزله وسقط الإخوان.. وخسرت امريكا الرهان ولذلك حدث التغيير مؤخرا.