اكدت قمة افريقيا اوروبا في ختام اعمالها أمس بالعاصمة الليبية طرابلس خطة العمل للتعاون علي مدي الثلاث سنوات القادمة تحت شعار "الاستثمار والنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل" ، كما تم اقرار "اعلان طرابلس" والذي يتضمن الرؤية الشاملة لتحقيق الشراكة الاستراتيجية بين دول الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي في المجالات المختلفة ، والتأكيد علي السعي الجاد لتحقيق ما تم الاتفاق عليه في القمة الثانية بلشبونة عام 2007 والالتزام بالمبادئ التي ارست قواعدها في قمة القاهرة الأولي عام 2000. وأكد السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ان مصر طرحت رؤيتها الواضحة ازاء قضايا التعاون المطروحة علي جدول اعمال القمة الافريقية الاوروبية الثالثة التي اختتمت اعماله أمس بالعاصمة الليبية طرابلس، مشيرا الي ان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أكد في مداخلاته علي أهمية ان تستهدف الشراكة بين الاتحاد الاوربي وبين أفريقيا دعم جهود القارة السمراء من اجل التنمية بما في ذلك دعم القدرات المؤسسية والبنية التحتية للقطاعات الإنتاجية والخدمية، وتشجيع القطاع الخاص الافريقي خاصة في المشروعات الصغيرة والمتوسطة . وقال زكي في تصريحات له أمس علي هامش القمة أنه فيما يتعلق بموضوع التكامل الاقليمي والبنية التحتية وتنمية القطاع الخاص، فأن وجهة النظر المصرية تتركز في ان المساندة المطلوبة من أوربا في هذا المجال يجب أن تتجاوز الوفاء بتعهدات مساعدات التنمية الرسمية لإفريقيا، والمطلوب إجراءات جدية لتشجيع تدفق الاستثمار الاجنبي المباشر للدول الافريقية. واضاف أن مداخلة وزير الخارجية في المحور الخاص بالطاقة تركزت علي أن مصر تتطلع الي مساندة أوربا لجهود ربط شبكات الطاقة من الكهرباء والغاز في القارة، لكي يتم الربط بين مواقع الانتاج والاسواق الاستهلاكية، وبما يعزز من جهودنا جميعا لتأمين احتياجات دولنا الافريقية من امدادات الطاقة. وأشار الي أنه فيما يتصل بموضوع تغير المناخ فإن أفريقيا مثلها في ذلك مثل الدول النامية الاخري تحتاج الي مساندة الشركاء الأوربيين والي مساندة الدول المتقدمة في مجالين أساسيين وهما التمويل ونقل التكنولوجيا، لافتا الي ان أفريقيا تضلع بوجه خاص لاقامة آليات لمكافحة تدهور الغابات والتصحر وفق اتفاق كوبنهاجن، كما تتطلع لنتائج جادة وإيجابية خلال مؤتمر كانكون الذي ينعقد في هذه الفترة في المكسيك. وأكد زكي علي أن أبو الغيط أشار في مداخلته بالمحور الثالث الخاص بأهداف الالفية للتنمية والزراعة والامن الغذائي التي وضعتها الاممالمتحدة، الي أن الازمة الاقتصادية العالمية ألقت بتبعات سلبية علي الاوضاع الاقتصادية عموما في أفريقيا وبالتالي أثرت بالسلب علي قدرة أفريقيا في تحقيق أهداف أنمائية للتنمية بحلول عام 2015، سواء فيما يتعلق بعائدات التصدير أو فيما يتعلق بتراجع الاستثمار المباشر، او قدرة أفريقيا علي الوفاء بأعباء الديون الخارجية .. وقال زكي أن هناك أحتياجا أفريقي أكبر لوفاء الشركاء الاوربين بالتزاماتهم وفقا لاتفاقات باريس وأكرا وإعلان أبوجا وغيرها. وأشار زكي الي أن التنمية الزراعية تشكل عمودا فقريا في الاقتصاد الافريقي وتحتاج للمزيد من الاستثمار المباشر كعناصر أساسية لتحقيق الأمن الغذائي الذي يتضرر كثيرا من الممارسات الحالية في التجارة الدولية في مجال السلع الغذائية خاصة فيما يتعلق بموضوع فرض بعض الدول المتقدمة لسياسات حمائية وسياسات الدعم الزراعي . وحول مداخلة وزير الخارجية في المحور الرابع الخاص بموضوع الهجرة والتنقل والتشغيل، قال زكي أن مصر تري ان موضوعات الهجرة ترتبط بقضايا التنمية بمفهومها الشامل، وفيما يتعلق بمستويات النمو علي وجه الخصوص، مؤكدا علي ان دعم أفريقيا علي الاستثمار والنمو واتاحة فرص العمل يصب بشكل مباشر في مكافحة الهجرة غير الشرعية.