القذافى تحت شعار »الاستثمار والنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل« انعقدت القمة الأفريقية الأوروبية الثالثة بالعاصمة الليبية طرابلس علي مدي يومي 29 و30 من نوفمبر الماضي وبمشاركة واسعة من قادة وزعماء القارتين الأفريقية والأوروبية وهي التي شاركت مصر فيها بوفد رفيع المستوي حيث أناب الرئيس محمد حسني مبارك الدكتور أحمدنظيف رئيس الوزراء لرئاسة وفد مصر في القمة كما يضم الوفد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية. وقد تركزت أعمال القمة علي بحث 8 ملفات هامة حول الشراكة والتعاون بين الجانبين ومن بينها السلم والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان والتجارة والتكامل الإقليمي والهجرة والتنقل والعمل وأهداف الألفية الإنمائية وتغير المناخ والفضاء والعلوم والتكنولوجيا وغيرها من القضايا الهامة التي تم إقرارها من قبل الزعماء المشاركين في القمة في إطار إعلان طرابلس وخطة العمل الثانية للفترة من 2011 حتي 2013 وذلك في إطار سعي الطرفين الأفريقي والأوروبي لمزيد من دعم التعاون وتفعيل الشراكة الحقيقية بينهما.. وقد سبق أعمال القمة انعقاد الاجتماع الوزاري يوم 28 من نوفمبر حيث رأس أحمد أبوالغيط وفد مصر في الاجتماعات الوزارية التي بحثت كافة الوثائق والقرارات التي تم رفعها للقادة والزعماء لإقرارها في القمة. وصرح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بأن المشاركة المصرية في القمة الأفريقية الأوروبية تأتي انطلاقا من الاهتمام الخاص الذي توليه مصر بعملية الارتقاء بالشراكة الأفريقية الأوروبية لمستوي أرفع من التكامل في جميع المجالات وخاصة في ظل التحديات التي شهدها النظام الاقتصادي العالمي خلال السنوات القليلة الماضية وأوضح المتحدث أن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أكد في اتصالاته مع الأطراف الأفريقية والأوروبية في إطار التحضير للمشاركة المصرية في القمة علي ضرورة الاتفاق علي معالم محددة لتحقيق الأهداف المنشودة لهذه القمة والتي تنعقد تحت شعار »النمو الاقتصادي والاستثمار والتوظيف«. الالتزام بالتنفيذ الكامل ومن الجدير بالذكر فإن مصر قد أكدت خلال اتصالاتها علي أهمية الالتزام بالتنفيذ الكامل للاستراتيجية الأفريقية الأوروبية المشتركة خلال الإطار الزمني الذي تحدده خطة العمل الأفريقي الأوروبي في المرحلة المقبلة.. وقد شارك الدكتور نظيف في الجلسة الرئيسية للقمة، كما التقي رئيس الوزراء علي هامش القمة بعدد من كبار مسئولي الاتحاد الأوروبي والدول المشاركة وقد حرصت مصر خلال أعمال القمة في التركيز علي أهمية تقديم المساعدات الفنية وبناء القدرات وحث الدول الأوروبية علي الالتزام بتعهداتها وتقديم المعونة المادية والتقنية للبنية التحتية بالدول الأفريقية إضافة إلي دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة وإعطاء أولوية لبرامج القطاع الخاص.. كما أكدت مصر في رؤيتها خلال القمة علي أهمية الوفاء بالالتزامات المالية علي الجانبين الأوروبي والأفريقي المنصوص عليها في اتفاقيتي باريس وأكرا وإعلان أبوجا.. ومن الجدير بالذكر فلقد كانت موضوعات الهجرة غير الشرعية وأزمة الديون الأفريقية للدول الأوروبية من أهم الملفات التي بحثها زعماء القارتين الأفريقية والأوروبية وحث الدول الأوروبية علي تنفيذ الالتزامات المادية بتقديم المنح والمساعدات للمساعدة في برامج تنمية القارة السمراء. كما طالب الزعماء الأفارقة خلال القمة شركاءهم الأوروبيين للوفاء بالتزاماتهم المادية لمواجهة ظاهرة الهجرة غير المشروعة بالعمل علي توفير فرص العمل والحياة الكريمة لأبنائهم بما لا يدع مجالا لأبناء القارة السمراء للتفكير في الهجرة والدخول في مغامرة للموت أو الزج به في السجون الأوروبية. ورقة مصرية ومن خلال المساهمة الفعالة لمصر في أعمال القمة والتي جاءت مشاركتها من خلال وفد رفيع المستوي برئاسة الدكتور نظيف رئيس الوزراء بالنيابة عن الرئيس مبارك، تم عرض الرؤية المصرية للشراكة الأفريقية الأوروبية التي يجب أن تقوم علي التكافؤ والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة حيث طالبت مصر خلال أعمال القمة بأهمية إرساء شراكة استراتيجية للتعامل مع كافة القضايا المطروحة في إطار السلم والأمن والتحول الديمقراطي وحقوق الإنسان والتجارة والتنمية والبنية التحتية ومحاصرة الفقر والتطور الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من القضايا التي تؤكد أهمية إرساء شراكة استراتيجية للتعامل معها واحتواء تداعياتها.. ومن الجدير بالذكر فقد حرصت مصر من خلال ورقة عمل تقدمت بها أمام القمة في التأكيد علي التعاون الأفريقي الأوروبي وتفعيل الشراكة الحقيقية التي تحقق تكافؤ المصالح المشتركة ودعم جهود التنمية المستدامة بعيدا عن الاشتراطات ووفاء شركاء التنمية مع أفريقيا بتعهدات إزالة جميع العوائق التي تحد من تنافسية الصادرات الأفريقية وتنمية القدرات الفنية والبشرية للأفارقة.. كما أكدت مصر علي أهمية التعامل مع تحديات السلم والأمن في أفريقيا من منظور تنموي شامل يهدف إلي القضاء علي الجذور الرئيسية للنزاعات في القارة وإعلان مبادئ الاحترام والتفاهم المتبادل واحترام الهوية الوطنية لكل دولة.. كما طالبت مصر في رؤيتها أمام القمة بضرورة تمسك دول الاتحاد الأوروبي بمبدأ حقوق الإنسان دون تمييز والقيام بدور في المنظمات والمحافل الدولية لمحاربة التمييز العنصري وتسهيل حركة الأفراد والتركيز علي البعد التنموي لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وفي حقيقة الأمر فإن القمة الأفريقية الأوروبية الثالثة في طرابلس كانت بمثابة فرصة مواتية للطرفين للتأكيد علي الأهمية البالغة للتعامل مع تحديات السلم والأمن في أفريقيا من منظور تنموي شامل يهدف للقضاء علي الجذور الرئيسية للنزاعات في أفريقيا.