بدراسة عيّنات تاريخية من حياة النساء في مسار الدعوة الالهية، نفهم الموقع الرائد والفعّال الذي شغلته المرأة في حياة الأنبياء ودعواتهم، فتتجلّي قيمة المرأة في المجتمع الإسلامي، ومشاركتها الفكرية والسياسية، وحقوقها الإنسانية والقانونية،من خلال قصّة كفاح أبي الأنبياء إبراهيم ضدّ قومه في بابل، في أرض العراق، ومصارعته النمرود، ممّا دعاه الي الهجرة الي بلاد الشام، فكانت سارة زوجته المؤمنة بدعوته رفيقة جهاده، وصاحبته في هجرته الي الشام، ثمّ الي مصر، ليعودا مرّة أخري الي الشام فيستقرا هناك ودور هاجر الزوجة الثانية لإبراهيم ومشاركتها في كتابة الفصل المضيء من تاريخ الإنسان في مكّة المكرّمة، حيث جاء بها من مصر. واحتضان ابنها النبيّ اسماعيل، في واد غير ذي زرع عند البيت المحرّم، ليكون حفيده اعظم نبيّ في تاريخ البشرية، محمّد (صلي الله عليه وسلم)، ويسجِّل القرآن تلك الحوادث بقوله: (ربِّ إنِّي أسكنتُ مِن ذريّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ). (ابراهيم / 37).. واُمّ موسي (عليه السلام) التي وجهها الله لتحفظ موسي من ظلم فرعون وعن زوجة فرعون (آسيا) وعن مريم اُم المسيح عيسي عليه السلام.