أرجئ انطلاق "الحوار الوطني" الذي يفترض أن يخرج تونس من أزمة سياسية حادة إلي اليوم إثر تعهد من رئيس الوزراء الإسلامي علي العريض باستقالة حكومته في موقف اعتبرته المعارضة "ضبابيا". وأعلن حسين عباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال واسعة النفوذ في البلاد) والتي تتولي الوساطة في هذه المسألة، أن "الحوار الوطني" تأجل إلي اليوم الجمعة. وأضاف: "سنقوم بالمزيد من المشاورات مع رئيس الحكومة من أجل الحصول علي مزيد من الإيضاحات حول خطابه". وكان العريض أعلن أمس الأول وبتأخير خمس ساعات "نجدد تعهدنا بمبدأ تخلي الحكومة في إطار تلازم وتكامل مختلف المراحل التي حددتها خارطة الطريق" للمفاوضات مع المعارضة، وأدي تصريح العريض إلي حالة ضبابية في المشهد السياسي، ذلك أن رئيس الوزراء لم يتعهد "صراحة" استقالة الحكومة في غضون ثلاثة أسابيع تنفيذا لما ورد في خارطة الطريق للبدء بحوار وطني يرمي إلي حل الأزمة السياسية التي تشل البلد منذ اغتيال نائب معارض في نهاية يوليو. علي الصعيد نفسه، توقع رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي، ميخائيل مارجيلوف، أن تشهد تونس تنفيذ سيناريو مماثل لما حدث في مصر.