هل يتم تقسيم 6 دول عربية إلي 16... تم تقسيم السودان إلي دولتين في 9 يوليو 2011 بعد أكثر من ربع قرن من الحرب الأهلية... ومازالت هناك محاولات تسعي لمزيد من التقسيم لأرض السودان الشقيق أشهرها دارفور... وخلال أقل من أسبوع طالعتنا أكبر المؤسسات الصحفية في أمريكا بقنبلتين أولها حديث الجنرال المتقاعد هيو شيلتون رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في الهيرالد تربيون والذي نقلته وكالات الأنباء يوم 4 و5 أكتوبر عن مؤامرة تقسيم مصر وتحويلها إلي سوريا أخري والعمل علي تدمير جيشها... والمقالة الثانية هي للكاتب روبين واهيت يوم 28 سبتمبر في نيويورك تايمز بعنوان هل تصبح 5 دول عربية 14 بالإضافة إلي السودان... وأري علينا كعرب حكاما ومحكومين التوقف وقراءة دلالات وتوقيت مثل هذه المقالات... وعنوان موضوع اليوم هو دعوة ومحاولة لقراءة الأحداث من رؤية عربية القلب والدم ، والهوية والوطنية من أجل العمل علي التفكير والتخطيط لكيفية إدارة الأزمة وتنفيذ برنامج للمواجهة بتكاتف وتحالف ووحدة ... وأتساءل هل ما يحدث علي ارض العرب هو ما نفعله بأنفسنا أو ما يفعل بنا ؟... المشهد العربي يشير إلي ما يلي أولا : أن مشروع تقسيم الأرض العربية يجري تنفيذه الآن ولكن تم غرسه بالأمس وقد تحول من الأفكار والأحلام لبعض المفكرين ومراكز الفكر الإستراتيجية الغربية وأجهزة المخابرات لبعض الدول الكبري إلي حقيقة تنكشف يوما بعد يوم . ثانيا : الجهل بقراءة الأحداث فقد وردت هذه الرؤي من أكثر من ثلاثين عاما ويتم تداولها من ذلك الحين ولم يلتفت لها العرب بمالهم وعتادهم ورجالهم وبالطبع حكامهم... للأسف نحن شعوب ودول لا نقرأ ولا نفعل... فقد سبق أن كتبت - مثل الآخرين - منذ سنوات عن مشروع التقسيم ويبدو أن الحكومات المصرية والعربية المتعاقبة وأجهزتها كان لديها أولويات أخري غير أمن الوطن وأمن الشعوب . ثالثا: حرب الأشقاء... وكانت حرب العراق وانقسام السودان والانشطار الفلسطيني البدايات العملية للتقسيم وجار حاليا كما يشير روبين واهيت تقسيم ليبيا وسوريا والعراق واليمن... وصراع تقسيم ليبيا يشمل برقة وعاصمتها بنغازي في الشرق وطرابلس في الغرب وفزان وعاصمتها سبها في الجنوب وقد تصبح مصراته إمارة في حد ذاتها... واليمن يجاهد للانشطار مرة أخري إلي شمال وجنوب ، أما سوريا - وقد يكون أمرها محتوما - والاحتمال الأكبر لتقسيمها إلي دويلات أربع علي الأقل للعلويين والدروز والسنه وكردستان . رابعا : الأرض العربية تعيش يوميا نجاح تنفيذ مبادرات الفوضي الخلاقة ومشروع الإسلام السياسي والرؤي الإستراتيجية المشتركة لهما التي أغفلتها حكومات العرب من خلال إعادة إحياء والتحالف مع مشروع الإسلام السياسي بتطرفه وتنوعه وانقسامه بين شيعة وسنة وسلفي وإخوان مسلمين . خامسا : ثورات الربيع العربي... فعلي الرغم أن الشعوب هي التي انفجرت في تونس ثم مصر إلا أن اختطاف لهذه الثورات كان من خلال مخطط تم تنفيذه بجودة وإتقان وتمويل ودعم وإرهاب واختراق . سادسا : العمل علي انهيار الدول وتفكيك وتدمير مؤسساتها من خلال تشجيع ودعم العصيان المدني والصراع المسلح والحرب الأهلية والنزاعات الطائفية والسياسية... وسؤال الساعة هل تغيب مصر والسعودية عن مشروع - التقسيم الغربي وحلفائهم - للوطن العربي... نعيش الآن محاولات مستميتة للسيطرة علي سيناء وشطرها عن مصر ؟ من يقوم بها ؟ ومن وراءها ؟ ومن يمولها ؟ ومن يسلحها ؟ وما هي الخريطة الشيطانية لمستقبل مصر ؟... بينما يشير المخطط المعلن إلي حلم تقسيم السعودية إلي 5 دول... هذا المشهد الدامي والساخن يدعو إلي اليقظة والحكمة والفكر والعمل لمصر والعرب... ببرنامج عربي مشترك للحفاظ علي وحدة ما بقي من أرض العرب... بروح الحرب والتنمية وإدارة الأزمات... والله أكبر .