شتان الفارق بين احتفالنا بالذكري 39 العام الماضي بانتصارات اكتوبر في حكم المعزول والإخوان وبين احتفالنا هذا العام بعد زوال هذا الحكم بعد ثورة 30 يونيه التي اقصت جماعة الإخوان واعادت مصر للمصريين. فبينما احتفل الإخوان أو تظاهروا بالاحتفال العام الماضي باستاد القاهرة بعد ان حشدوا كل اعوانهم وبينهم قتلة الشهيد الرئيس أنور السادات العام الماضي في ستاد القاهرة ووصفوا النصر برمز العزة والكرامة. عادت شراذمهم هذا العام وبعد ان زال حكمهم وتم القبض علي المعزول وبطانته ليعايروا الجيش المصري بنكسة 1967 ويرفعوا الأحذية في وجوه الضباط والجنود. اظهر الإخوان وجههم القبيح بعد ان حاولوا تمثيل انهم فصيل وطني علي غير الحقيقة. وبين الاحتفالين والعام الواحد تغير موقف الجماعة وقياداتها من تخليد النصر العظيم ونظرتهم الي القوات المسلحة.. ففي العام الماضي كتب المرشد العام للجماعة المحظورة د.محمد بديع رسالته الاسبوعية يوم الخميس 4 أكتوبر 2012 رسالته الاسبوعية تحت عنوان »العودة الي الفطرة«، واختص فيها بديع ذكري انتصارات أكتوبر بفقرة عنوانها »أكتوبر.. انتصار لعودة الفطرة« وقال فيها: إن للنصر أسبابه ومقدماته، وهو لا ينزل من السماء ليعانق المجاهدين، ولكن عليهم أن يصعدوا إليه علي سُلَّم الكفاح والتضحيات...، ويفسحوا الطريق أمام الفطرة الصافية لتبذل وتعمل وتنتج، بل وتبهر، فالثائر الحق -كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله- (هو الذي يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد). وفي الاحتفال بالذكري ال 39 نظمت رئاسة الجمهورية بالتعاون مع حزب الحرية والعدالة في ذلك الوقت احتفالا باستاد القاهرة دعت اليه مؤيدي الجماعة والرئيس المعزول واغفلت دعوة قادة حرب اكتوبر وعائلة الرئيس الراحل انور السادات، كما لم يتم توجيه الدعوة لكل من المشير طنطاوي والفريق سامي عنان، وظهر مرسي المعزول امام انصاره في سيارة الرئيس الراحل انور السادات في مشهد استفز الشعب المصري، بعد ان جلس قاتلو السادات في الصفوف الاولي للمدعوين. وفي الذكري الاربعين التي تحتفل بها مصر تغير موقف الجماعة المحظورة بشكل كامل، وبعد ان اكدت علي ان انتصار اكتوبر رمز للعزة والفخار، خرجت الجماعة ببيان تدعو فيه انصارها الي الاحتشاد بالميادين لافساد فرحة الشعب والامة العربية بالنصر العظيم بدعوي استرداد ثورة 25 يناير التي سلبها قادة الانقلاب الدموي علي حد وصف بيانهم الذي أصدروه امس بعد احداث الاشتباكات التي شهدتها عدد من المحافظات اول امس، وبعد ان وصفت ما قامت به القوات المسلحة بالانتصار الباهر في العام الماضي، وصفتهم بانهم انقلابيون. وفي فيديو اثار غضب المصريين تداوله نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي يظهر استفزاز مؤيدي المعزول لافراد القوات المسلحة المكلفة بتأمين ميدان التحرير أثناء محاولتهم لاقتحام ميدان التحرير، ورفعوا احذيتهم في وجه الضباط والمجندين، ورد عليهم قائد القوات المكلفة بالتأمين بالابتسامة وقال لهم وهو يضع يده علي رأسه »انتم علي دماغنا من فوق«. وكان احتفال ذكري نصر أكتوبر ال39 منتهي الاستفزاز لشعور المصريين خلال حكم مرسي مشاركة لأول مرة وفد من قادة الجماعة الإسلامية التي شاركت في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981 في ذكري يوم النصر وهو الأمر الذي ادي إلي هجوم حاد من اسرة الرئيس الراحل أنور السادات ومؤيديه بعد ان تصدر المشهد عدد من قادة الجماعة الإسلامية والمتهمين باغتيال الرئيس الراحل. كان علي رأس الحضور الدكتور طارق الزمر عضو شوري الجماعة الإسلامية ورئيس حزب البناء والتنمية والمتهم في قتل السادات عام 1981 مع الرئيس المعزول محمد مرسي.. وفي هذا الوقت الذي يناسب ذكري انتصارات اكتوبر ال40 تبحث اجهزة الأمن عن طارق الزمر كأحد المتهمين الهاربين الرئيسيين عن التحريض علي العنف واعتصام رابعة والتخريب واثارة الشغب.. كان طارق الزمر هو الرقم الثاني مع ابنه عمه عبود الزمر في عملية قتل الرئيس السادات وقضي في السجن 29 عاما وحصل علي درجة الدكتوراه في القانون الدستوري كأول سجين سياسي يحصل علي هذه الدرجة العلمية. كما كان عاصم عبدالماجد العقل المنفذ ورأس الحربة في احداث رابعة العدوية والمنيا وكرداسة وعدد من الاحداث المؤسفة التي شهدها الوطن عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي.. شارك في احتفالية اكتوبر ال39 وشارك في مؤتمر نصرة سوريا حيث قام بدخول الصالة المغطاة يلوح بعصاه ويده للمشاركين. عبدالماجد يواجه الآن تهما عديدة للتحريض علي القتل والعنف وهو الآن هارب من العدالة بصعيد مصر.. حيث تكثف اجهزة الامن جهودها لضبطه بصفته احد ابرز قيادات الجماعة الإسلامية. وكان من ضمن الحضور الدكتور صفوت عبدالغني وهو رئيس المكتب السياسي بحزب البناء والتنمية واحد ابرز قادة الجماعة الإسلامية وعينه الرئيس المعزول محمد مرسي عضوا بمجلس الشوري.