في مواجهة تسارع الأحداث وتحمل مسئولية متابعتها والتعليق عليها أجد نفسي في حالة معاناة مستمرة.. هذا الوضع يدفعني في معظم الأيام الي كتابة أكثر من مقال.. عليّ في هذه الحالة ان اضع في الاعتبار أهمية مراعاة مواعيد الطبع المبكرة التي يتطلبها ضمان أن تصل الجريدة الي القارئ في الموعد المناسب. هذا الواقع الذي نعيشه الآن داخليا وخارجيا وما يتصل به من عمليات تآمر وتربص تضعني وبصورة مستمرة في حالة »نهجان« صحفي هدفها الحرص علي تقديم الجديد من وجهات النظر تجاه ما يجري من أحداث. حول هذه القضية يحدث ان أكون قد قدمت مقالي الي الجريدة لأفاجأ عقب ذلك مباشرة بحدث جديد تشم من خطورته ضرورة وأهمية التصدي له بالتحليل والتعليق وتوضيح الامور امام القاريء باعتباره جزءا أساسيا من حقوق الرأي العام علي الصحفيين والكتاب وكل الاعلاميين. هذا المناخ السياسي الذي اصبح يحيط بنا منذ ثورة 52 يناير وعلي مدي الثلاثين شهرا الماضية جعل تعليقاتنا وتحليلاتنا تنصب علي الصراع الذي تخوضه الدولة المصرية مع جماعة الإخوان الارهابية وذيولها التآمرية التي تستهدف أمن واستقرار وسيادة مصر.. ليس تجاوزا القول إن قطاعا كبيرا من الشعب المصري قد ُصدم. بل اقول قد أخذ »خازوقا« عندما سمح بأي شكل من الاشكال لهذه الجماعة الجاهلة الفاقدة للانتماء الوطني للقفز علي حكم دولة مصر بتاريخها وتراثها ومكانتها. قد يكون هؤلاء المخدوعون الذين كانوا سببا في خراب الوطن طوال هذه الفترة منذ قيام الثورة معذورين لوقوعهم في كمين الوقوف الي جانب الجماعة. من المؤكد ان وراء هذه السقطة.. انتهازية وجهل وعدم القدرة علي مواجهة عمليات التضليل التي استندت الي المتاجرة بالدين واستغلال ارتباط جموع الشعب المصري بالقيم الدينية. تواصلا مع هذا الواقع الاليم ليس امامي سوي ان اقول لهؤلاء الذين جاءوا بحكم جماعة الإرهاب سوي سامحكم الله متمنيا ان يكونوا قد استوعبوا هذا الدرس القاسي.