شهدت مدن محافظة شمال سيناء امس عقب الهجوم الغاشم من قبل الجماعات المتطرفة علي جنود الامن المركزي واستشهاد 52 مجندا بطريق العريش رفح صباح اول امس حالة من الاستنفار الامني شديدة من نوعها و تكثيفا أمنيا مشددا من قبل قوات الجيش والشرطة بمختلف شوارع ومحاور مدينة العريش وباقي مدن المحافظة اضافة الي الطرق الرئيسية وبين المدن والمراكز.. فيما قامت الاجهزة الامنية بتزويد الأكمنة علي الطريق الدائري وتعزيز بعضها كخطوات تصعيدية من قبل القوات المسحلة والشرطة في احكام السيطرة الامنية علي مختلف مدن ومراكز المحافظة لتمكينهم من مطاردة والقبض علي الجماعات المسلحة والعناصر الارهابية .. حيث انتشرت المدرعات التابعة للجيش والشرطة تجوب شوارع المدينة وعلي طول الطريق الدولي العريش رفح ..وتم تشديد إجراءات الرقابة علي الأكمنة الأمنية وتفتيش جميع السيارات والركاب والمسافرين. رقابة صارمة كما تحلقت طائرات الهيلوكوبتر التابعة للقوات المسلحة فوق سماء العريش خاصة المناطق المتاخمة لموقع المذبحة. "الاخبار" قامت بجولة بشوارع مدينة العريش خلال ساعات النهار بعد حادث رفح المشين لرصد الحياة بها.. حيث تشهد المدنية حالة من الهدوء الحذر بعد منتصف ليلة اول امس نتيجة اطلاق العناصر المسلحة قذيفة ار بي جي علي مقر مديرية امن شمال سيناءجنوبالعريش وحدوث تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن.. اضافة الي وقوع هجوم علي قسم الشيخ زويد وكمين أبو طويلة حتي الساعات الاولي من صباح امس.. فالعريش اصبحت مدينة ليلها كنهارها.. شوارع شبه هادئة وأصبحت مشاعرالخوف والفزع وانعدام الأمان التي تفضحها أعين كل من يسكن في مدينة العريش وكل مدن شمال سيناء بمجرد النظر اليهم ..حركة السيارات ليست بكثيفة.. المحلات مغلقة بأمر الخوف والقلق واصحابها يصرخون، الشعور بالامان اصبح منعدما.. المصالح والمؤسسات الحكومية والخاصة شبح معطلة.. حيث يمنع الخوف من ذهاب الموظفين والعاملين الي اعمالهم .. واذا ذهبوا يتوقعون هجوما مسلحا في اي وقت حاملين ارواحهم بين ايديهم، وخير مثال علي ذلك عندما حاصرت مجموعة مسلحة اول امس بعد مرور حوالي 6 ساعات من الهجوم الذي طال 26 مجند امن مركزي مقر البنك الاهلي الذي يقع بوسط المدينة في "عز الظهر" وبداخله الموظفون وظلوا يطلقون النار علي المبني من الخارج لاكثر من نصف ساعة حتي وصلت مدرعات الشرطة والجيش وتعاملت مع هؤلاء المسلحين وتم خروج العاملين به في حماية امنية الي منازلهم.. مما ترتب علي ذلك امتناع جميع العاملين به من الذهاب اليه امس والتزموا منازلهم ، وان كانت ايضا بالنسبة لهم لم تعد أمانا وسط قذائف الاربي جي والطلقات النارية التي تطلق عشوائيا في اي مكان. اما بالنسبة للاهالي من النساء والاطفال وكبار السن فهم لا يتركون منازلهم إلا في الحالات الطارئة وحاجاتهم الي التسوق وشراء مسلتزماتهم واحتياجاتهم والموظفين يتوجهون الي اعمالهم لساعات معدوده للعودة بسرعة الي منازلهم.. حتي المحلات التجارية فقد شهدت ركودا كبيرا من جراء تلك الاحداث وحركة البيع والشراء اصبحت شبه منعدمة حتي ان تحايل اصحاب المحلات في اسعار السلع وقاموا بتخفيضها لن يجدي ذلك بشئ.. الوجوم والاكتئاب اصحبت اللغة التي يتحدثون بها ولا يملكون الا قول " ان الله رؤوف بالعباد". الارهاب المسلح حمدية محمود بائعة خضار في إحدي أسواق العريش قالت إنها تأتي صباح كل يوم لاتحصل علي مبيعات 40٪ فقط من المعتاد بسبب الاحداث الحالية مما جعل بضاعتها تتعرض للتلف والخسارة بشكل كبير جدا وأضافت أنها لاتتحمل كل تلك الخسائر المتتالية مما يعرض تجارتها للتوقف وحياة اطفالها التي تنفق عليهم للتدمير والانهيار حيث قالت إنها تعول 4 أطفال وزوجها متوفي واذا خسرت مورد رزقها ستتشرد حياتها هي وأطفالها. وقالت أم يوسف والتي اكتفت بذكر هذا الاسم اثناء دخولها أحد المحال التجارية لتشتري مستلزمات منزلها أنها اصبحت تخرج بحساب وتخشي علي أولادها من الخروج حتي لو قرروا الذهاب الي أحد منازل أقاربها المجاورين أو أصدقائهم بأي حي من أحياء مدينة العريش فانها ترفض خوفا علي حياتهم أثناء المرور بجوار احدي أكمنه الجيش او الشرطة التي اصبحت مستهدفة الآن من الارهابيين المسلحين. وأكد مصطفي أحمد ويعمل في سوبر ماركت بالعريش أنه يثق في القوات المسلحة والشرطه في قدرتهما الفائقه علي تطهير سيناء من الارهاب وأن ذلك أصبح قريب المنال لانه يري أن مايفعله عناصر الجماعات المسلحه من عشوائية في اطلاق الرصاص والقذائف الصاروخية واستهداف أفراد وأكمنة الجيش والشرطة هو أخر مايمكن أن يفعلوه خاصة بعد المذبحه الاخيره التي راح ضحيتها 25 مجندا من الامن المركزي واعتبر ذلك المعركة الأخيرة مع الارهاب بسيناء وستنتصر في النهاية ارادة المصريين التي تنبذ العنف وذلك بيد الجيش والشرطة اللذين يسيران بخطي ثابته للقضاء علي البؤر الاجرامية بسيناء . تخزين السلع وقال أن نمط البيع والشراء يأخذ صفه التخزين حيث يقضي غالبية سكان العريش علي شراء أكبر قدر من مستلزماتهم مره أو مرتين في الأسبوع فقط لتقليل عدد مرات الخروج من المنزل بسبب العمليات الارهابيه العشوائيه التي غالبا ما تستهدف حياة المدنيين. ومن جانبه قام انصار جماعة الاخوان المسلمين بفض اعتصامهم بميدان النصر أمام مسجد النصر التي وصل لاكثر من 40 يوما تزامنا مع اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.. خاصة بعد قرار حظر التجوال وعدم سماح قوات الجيش بوجود اي اعتصام باي من شوارع المدينة.. وتم ازالة الحواجز التي أقامها المعتصمون حول الاعتصام لاعاقة حركة سير السيارات وتامين اعتصامهم.