هنا يعيش الخوف في صدور المواطنين يكاد يعتصر قلوبهم من الفزع الذي يتعرضون له كل دقيقة يوميا وسط دوي طلقات الأسلحة الالية وقذائف الأر بي جي فالموت ينتظرهم في كل لحظة .. لمجرد أنهم سكان المناطق الملاصقة للأكمنة الأمنية للجيش أو الشرطة في مدن شمال سيناء الكبري بالعريش ورفح والشيخ زويد ودخولهم دائرة استهداف طلقات وقذائف الجماعات المسلحة الطائشة التي تستهدف في الاساس أفراد الأمن.. آذانهم ترتجف من دوي طلقات الرصاص خوفا من أن تقتلهم كما تقتل أفراد الجيش والشرطة بعد مصرع 7 مدنيين خلال الفترة الماضية نتيجة هجوم المسلحين علي الأكمنة الأمنية بالأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية. حالة الانفلات الأمني الذي تعيشه مدن شمال سيناء دفع قوات الجيش والشرطة لتكثيف الأكمنة الأمنية داخل المناطق السكنية ضمن جهودهما المضنية لاستعادة الأمن والسيطرة علي الجماعات المسلحة الا أن ذلك زاد من خطر استهداف أفراد الأمن الذين يتعرضون لحرب عصابات في شوارع العريش ورفح والشيخ زويد وزاد من سقوط المدنيين وسط المواجهات المسلحة خاصة أن المهاجمين للأكمنة الأمنية يستخدمون الأسلحة الثقيلة واطلاق القذائف الصاروخية. سكان محيط الأكمنة الأمنية غادر الكثير منهم منازلهم والانتقال لمنازل الأهل في مناطق بعيدة عن الأكمنة المستهدفة من الجماعات المسلحة الا أن الغالبية فضلوا البقاء وتحمل الصعاب وسط خوف يعيش معهم كل لحظة ودقيقة .. حاول العديد منهم تجنب الخروج من منازلهم في ساعات الفجر الأولي وفي أوقات الليل بسبب تكرار الهجوم علي الأكمنة في هذه الأوقات الا أن هذا الاحتراز أثبت فشله لتغيير الجماعات المسلحة توقيتات هجومهم الذي أصبح في كل وقت متوقعا ليخطف أرواح الأبرياء سواء من أفراد الأمن أو الأهالي. الحياة في منازل سكان محيط الأكمنة مصابة بشبه شلل تام فالخروج من المنزل يمثل لديهم مخاطرة العبور لمناطق حربية يتوقعون اطلاق النار عليهم في كل لحظة ونطق الشهادة لايفارق ألسنتهم.. الاضطراب يسرع دقات قلوبهم لمجرد فتح باب البيت للذهاب الي العمل أو شراء مستلزماتهم من السوق أو السوبر ماركت وينتهجون خريطة تحرك تبدأ بالالتفات يمينا ويسارا قبل الخروج من أبواب منازلهم قبل أن يتحركوا مسرعين بعيدا عنه لتفادي اللحظات الخاطفة للجماعات المسلحة الذين يستهدفون أفراد الأمن في الأكمنة المقامة وسط الشوارع وأمام المحلات في شوارع العريش ورفح والشيخ زويد .. يقضي الأب أو الأم أوقاتا مضطربة خارج المنزل خوفا علي باقي الأسرة مما يحمله لهم المجهول أما داخل المنزل فلايوجد الا الخوف في صدورهم .. تليفونات الأهل والاصدقاء لاتنقطع خاصة عندما يقع ماكانوا ينتظرونه ويحدث هجوم من الجماعات المسلحة علي أحد الأكمنة الأمنية. محمد رجب يسكن في منطقة بني ياسر بالعريش بجوار احد الأكمنة الأمنية للشرطة يصف مشهد الفزع الذي تعرض له هو وأسرته بعد أن أصابت قذيفة الأر بي جي المنزل الذي يجاوره واحدثت به أضرارا جسيمة بانه خوف لم يتعرض له طوال حياته وتقول مني برهوم احدي سكان مدينة رفح بجوار معسكر الأحراش الأمني أن الحياة بجوار الأكمنة والمناطق الأمنية اصبحت جحيما ويهددنا الموت كل لحظة علي ايدي المسلحين ونصحو كل يوم ننتظر المجهول ونخشي مجرد النظر من نوافذ منازلنا فنصاب برصاصة طائشة تودي بحياتنا .. وطالبت الأجهزة الأمنية بتكثيف مطاردتها للمسلحين للقضاء عليهم واستعادة الأمن المفقود حاليا.