في الوقت الذي بدأ فيه الملل يتسرب من النفوس، وبدأ الشك يسيطر علي العقول، وذهب الفكر إلي وجود صفقة، أو ما شابه.. وأنه بيتلعب بينا.. وأنه لا ثقة في أحد، ولا أمل في الخلاص من هذا »الحيل«، الذي أصاب الجسد المصري. كنا نري حكومة لبنة عاجزة في التعامل مع هذا التنظيم الإرهابي الفاشل. وأن كل يوم يمر يثبت عجزها في اتخاذ أي قرار جريء تجاه البؤر الإرهابية القائمة في ميداني النهضة ورابعة العدوية.. أن افعال وتصرفات وتصريحات الحكومة الرخوة، في هذا الشأن، جعلتنا نعتقد أن هناك استبعادا لفكرة فض الاعتصام بالقوة. وهذا ما أكده التخبط الشديد الذي شهدناه في تحديد ساعة الصفر لفض اعتصامات تنظيم الإخوان برابعة والنهضة.. حيث يتم تسريب موعد للفض ثم التراجع أو التأجيل أو إلغاء هذا الموعد.. البعض أكد أن الحكومة تنتظر ملل وزهق الإخوان، وانصرافهم من الميادين دون حدوث أي مواجهات »يعني تجي منهم«.. وإن سمعنا حديثا للحكومة يؤكد أنه لا تراجع عن الفض.. لا نري شيئا علي أرض الواقع.. رغم أن الحكومة حاصلة علي تفويض بمواجهة العنف ومحاربة الإرهاب..في نفس الوقت، وأمام هذا الموقف المتخاذل والمتراجع من الحكومة، يزداد تنظيم الإخوان في عنده وغيه، وإزاء برودة الحكومة في التعامل معه، وإظهار حنيتها وخوفها علي المعتصمين خاصة النساء والأطفال، الذين يحتمي بهم المجاهدين من رجال الإخوان، يقوم قادة التنظيم بالتصعيد، ويطلقون لقطعان الإخوان الأوامر بقطع الشوارع الرئيسية وخطوط السكك الحديدية واقتحام محطات المترو، واقتحام الوزارات وشل القاهرة.. وتنفيذ مخطط »الفوضي«، الذي يعتمد علي توسيع دائرة الاحتجاج بحصار المنشآت الحيوية والمصالح الحكومية بالمحافظات وحرقها لتكبيد الحكومة خسائر اقتصادية ضخمة، هذا بالإضافة إلي التهديد والوعيد بأن الأيام القادمة سوف تشهد وتري مصر ما لم تراه سابقا حتي وإن تطلب الأمر اشعال مصر كلها من اجل التنظيم وتحقيق مطالبه.. في ظل كل هذا يأتي أمس الاربعاء الموافق 14 اغسطس 2013 بمفاجأة من العيار الثقيل، حيث يصحوا الشعب المصري علي خبر مهم وهو قيام قوات الأمن والجيش بفض الاعتصامات.. وبالفعل تم فض اعتصام النهضة بالجيزة في دقائق معدودة، الا ان القوات واجهت مقاومة عنيفة في رابعة، وظهرت الاسلحة الثقيلة والخفيفة، ولكنها تعاملت مع كل ذلك بحرافية شديدة، ووضعت نصب أعينها القانون والمواثيق الدولية الخاصة بفض المظاهرات. في الحقيقة لم أكن أتصور أن أتيكيت الحكومة واستخدامها الشوكة والسكين في التعامل مع معتصمي »رية وسكينة« كانت خطة مدروسة، خطة وضعها معلم »ماتخرش الميه«.. حتي جاء يوم أمس ليؤكد أن اتيكيت الحكومة في مواجهة إناس غوغاء، همج، يكشف للعالم أجمع أنه تنظيم ارهابي بكل معاني الكلمة، ينساق وراء عقول بالية، عفنة، جار عليها الزمن.. تنظيم يستجيب لنداءات اناس متسترين في لحية وجلباب، يطوعون الدين لأغراضهم المريضة، وأحلامهم وطموحاتهم الدنيئة، ضاحكين علي الشباب.. بالشهادة الزائفة.. حتي ان احدهم وصل به الأمر إلي القول بأن من يشك في عودة مرسي، كأنه ينكر وجود الله.. للأسف أن من يدفع ثمن غباء قيادات هذه الجماعة هم شباب الجماعة وأعضائها الذين لغو عقولهم وانساقوا وراء أكاذيب ملاعين وأوهام الطاغوت.. إن عبقرية غباء قيادات الجماعة أدخلتها في حرب مع الشرطة والجيش بل مع الشعب كله.. واعتقد أن هذه هي نهاية جماعة حسن البنا إلي الأبد، علي يد بديع والشاطر ومرسي والبلتاجي وحجازي.. إن ما حدث أمس يجعلنا ندعو لشهداء الشرطة بالرحمة.. ونقول لصاحب قرار الفض الذي جاء قبل أن تهرب ثقتنا فيه بلحظات تسلم الأيادي.