سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
»الأخبار« في جولة علي الحدود برفح وصلاح الدين كساد تجاري وبطالة بسبب العمليات الارهابية الأهالي: مصادر رزقنا توقفت.. وأبناؤنا عاطلون ..ونعاني أزمة وقود
بسبب العمليات الارهابية التي اجتاحت محافظة شمال سيناء"كوحش مفترس" يأكل الاخضر واليابس بكل مدنها وأصابت قاطنيها وأهلها بالرعب والفزع وجعلت حياتهم جحيما واثر ذلك بدوره علي شتي المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. قامت »الأخبار« برحلة الي مدينتين كبيرتين وهما رفح والشيخ زويد للوقوف علي حقيقة تأثير العمليات الارهابية التي تشهدها العريش عليهما بدأت رحلتنا في حوالي الساعة العاشرة من صباح امس "بدون دليل" ومررنا في طريقنا بعدد من المدرعات التابعة للقوات المسلحة والشرطة التي تجوب شوارع العريش لحفظ الامن والتصدي لأي عمليات ارهابية محتملة قد تزيد من حدة قلق وخوف أبناء أرض الفيروز..وعقب ذلك مررنا علي كمين الريسة الذي أنتشرت دباباته وسط أجولة الرمال رافعة الدانات في وجه أي ارهابي تسول له نفسه القيام بأي عمليات مسلحة تستهدف أمن المواطن أو جيشه الذي أخذ علي عاتقه القضاء علي الارهاب بكل اشكاله..وبعد أن مررنا من كمين الريسة وصلنا بداية الطريق المؤدي الي الشيخ زويد ورفح واستطاعت عدسة "الاخبار" أن تلتقط صورة مدرعة تابعة للجيش تسير في الأتجاه الاخر عليها اربعة جنود في مقتبل العمر رافعين بنادقهم وواقفين صامدين أمام المسلحين والارهابيين ..أعينهم تخرج منها نظرات تطاير كالسهام تقذف الرعب في قلب كل من تلوث يداه بخيانة الوطن أو يحاول أن يروع المواطنين الامنين. وفي منتصف الطريق نظرنا في الاتجاه الاخر وجدنا أكثر من 5 سيارات تابعه لقوات الشرطة في اتجاهها الي العريش للتأمين..وبعدها قابلنا كمين الخروبه الذي يقع قبله ببضعة سنتيمترات عدد من "المطبات الصناعيه" التي تعوق حركة عبور السيارات بشكل مسرع كنوع من التأمين و كشكل من أشكال التصدي للأرهابيين الذين يستغلون أحيانا سكون الليل في الهجوم علي الكمائن التابعة للجيش والشرطة.. وانتهت بنا الرحله في أول مقر قررنا زيارته وهو مدينة الشيخ زويد الذي بدا الكساد التجاري واضحا عليها وبعض المحال التجارية مغلقة والاخري التي أتخذ اصحابها قرارا بفتحها ظهر المشهد بداخلها مؤسفا حيث خلت تماما من الزبائن..غادرنا الشيخ زويد في طريقنا الي رفح التي بدأت زياراتنا بها بالانفاق المهدومة..وأكد عدد من أهالي رفح والشيخ زويد انهم بعيدون عن تأثير العمليات الارهابيةالتي تشهدها مدينة العريش.. وخلال الرحلة رصدت عدسة الاخبار مقرا جديدا لقوات حفظ السلام بجوار بوابة معبر رفح مباشرة. واكد مصدر عسكري ل" الاخبار" ان القوات المسلحة تمكنت حتي نهاية الاسبوع الماضي من هدم اكثر من 80 ٪ من الانفاق علي طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة.. واضاف ان نسبة كبيرة من تلك الانفاق التي تم هدمها كانت انفاقا كبيرة و مخصصة لتهريب المواد الثقيلة من مواد البناء وحديد التسليح والسيارات.. واشار المصدر ان اغلب الانفاق كانت داخل المنازل الواقعة بالقرب من الحدود وقد تم التعامل معها عن طريق اغراقها بالمياه وسد الفتحات مشيرا الي صعوبة اعادة فتحها مرة اخري من قبل اصحابها .. وقال المصدر إن باقي الانفاق التي لم يتم هدمها حتي الان انفاق صغيرة مخصصة لتهريب السلع الغذائية وغيرها. "الاخبار" انتقلت الي مدينة صلاح الدين والتي تقع مباشرة علي الشريط الحدودي لرصد المشهد عن قرب اضافة الي التعرف عن قرب ورصد معاناة اهالي المدينة خاصة بعد هدم تلك الانفاق التي كانت موردا اقتصاديا اساسيا لهم .. رصدت الاخبار الانفاق التي قامت القوات المسلحة بهدمها وتقع علي مسافة 20 مترا تقريبا من الشريط الحدودي .. وتلاحظ ان معظم تلك الانفاق كانت مخصصة لتهريب مواد البناء وكانت يتم تهريبها الي الجانب الاخر عن طريق مواسير كبيرة الحجم تقوم بسحبها ماكينات شفط تقع في غزة.. كما يتم فرض دوريات و تعيين حراسة دائمة من قبل القوات المسلحة علي المناطق التي بها الانفاق المهدومة حتي لا يقوم اصحابها باعادة فتحها مرة اخري عقب قيام رجال الجيش المكلفين بهدمها بمغادرتها . مما لا شك فيه ان اغلاق وهدم تلك الانفاق اثر بالسلب علي حياة اغلب اهالي وسكان مدينة رفح وصلاح الدين ،فقد كانت تلك الانفاق بالنسبة لهم مورداً اساسيا لتجارتهم وحياتهم المعيشية.. هكذا قال احمد سليمان احد سكان مدينة صلاح الدين واضاف ان اغلب اهالي المدينة كانوا يرزقون من عمل تلك الانفاق .. وقال ان النفق الواحد كان يوفر فرص عمل لاكثر من 100 شخص بعضهم يقوم بنقل المواد المهربة من المكان المخزنة او المعبأة فيه الي مكان اخر اقرب الي النفق والبعض الاخر من هذا المكان الي النفق والبعض يقوم بنقلها الي الجانب الاخر وكان العامل الواحد يتقاضي ما يتراوح ما بين 2000 الي 3000 جنيه.. مستطردا ان غلق هذه الانفاق تسبب في ارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير في المدينة خاصة انه لا يوجد مصدر رزق اخر لهؤلاء للعمل به لتوفير المال الملازم له والانفاق علي اسرته. وقال حسين فارس صاحب محل خضروات انه لا يوجد بديل اخر للعمل وجلب المال غير العمل في تلك الانفاق مشيرا ان الدولة لم توفر لاهالي تلك المناطق مصانع او شركات يعملون بها .. واضاف انهم يعيشون بعد عمليات اغلاق الانفاق حالة ركود تامة في الحركة التجارية والاقتصادية حتي الزراعية موضحا ان المزارعين الان يعيشون نفس المشكلة فمع ارتفاع الاسعار من مواد زراعية واسمده والادوية اصيبت الحركة الزراعية بالركود فالمزارع لا يستطيع تصدير اوبيع محصوله في المحافظات الاخري ويكتفي فقط ببيعها داخل نطاق المنطقة التي يعيش فيها .. فمنذ اندلاع الاحداث والعمليات الارهابية المسلحة من قبل الجهاديين والانتشار الامني بالطرق السريعة والمدن اصبحت حركة النقل صعبة للغاية ويفكر اصحاب سيارات نقل البضائع مائة مرة قبل سيرهم الي الطريق . فيما قال صالح برهام احد سكان مدينة رفح لم نعد نتمتع بشئ في تلك الحياة الصعبة مشيرا ان كل شئ هنا نعاني منه وخير دليل علي ذلك عدم توافر الوقود من بنزين وسولار فأزمة الوقود هنا دائمة ونعاني منها منذ سنوات ونتمني من المسئولين في الدولة حلها .. مضيفا حتي خدمات الاتصالات غير متوفرة فهنا لا نستفيد من خدمات شركات المحمول الثلاثة ونظرا لقربنا من الشريط الحدودي لا تعمل في تلك المنطقة سوي شبكة المحمول الفلسطينية " جوال" ومن الطبيعي ان تكلفة مكالمتها مرتفعة وكثير منا لا يستطيع تغطية تكلفتها ، ناهيا حديثه "لا حياة لنا هنا بدون الانفاق ".