التطورات الخطيرة المتلاحقة كانت دافعي هذا الأسبوع إلي تأجيل مقال »رحلة« بالصفحة الاخيرة لاستكمال ما دار في إفطار اتحاد الكتاب السياحيين للحوار حول أحوال صناعة السياحة مع هشام زعزوع وزير السياحة والمهندس عبدالعزيز فاضل وزير الطيران. يأتي ذلك علي ضوء ما تشهده الساحة المصرية نتيجة لمسلسل التدخلات الأجنبية وما يتصل بها من جنوح للميوعة في التعامل مع الموقف من جانب بعض العناصر المسئولة في جهاز الحكومة المؤقتة.. يمكن القول بما لا يسمح بأي مجال للشك أننا في الطريق إلي ثورة جديدة لا هدف لها سوي الدفاع عن سيادة وكرامة مصر. لم يعد خافيا أن جانبا من هذه التدخلات التي يجري تسميتها تجاوزا بالوساطة انما تستهدف تفريغ ثورة 30 يونيو وتفويض 3 يوليو من مضمونهما بنفس منوال ما حدث مع ثورة 25 يناير التي انتهت بتسليم مصر لجماعة الإرهاب الإخواني. لقد خرج الشعب بعشرات الملايين يوم 30 يونيو استجابة لحركة تمرد ويوم 3 يوليو تصديقا علي نداء الفريق أول عبدالفتاح السيسي طلبا لاصدار الأمر إلي القوات المسلحة والشرطة بالتصدي للارهاب والتخريب الذي تتبناه هذه الجماعة. نفس هذا الشعب الرافض للحكم الفاشيستي الإخواني علي استعداد للخروج مرة أخري وبصورة أقوي من أجل التصدي لمحاولات الاستسلام للابتزاز والتنازل عن إرادته وفقا لما تتم ممارسته من ضغوط. انه سوف يعلنها بأغلبيته الكاسحة مدوية مرة أخري بأنه لن يقبل أنصاف الحلول فيما يتعلق بما استقرت عليه إرادته تجاه جماعة الإخوان بعد التجربة المريرة التي عاشها تحت حكمها شهور ما بعد ثورة 25 يناير. إن من حق هذا الشعب بتاريخه وتراثه وحضارته وعراقته أن يعلنها بأعلي الصوت.. لا.. للمسئولية المرتعشة.. لا.. للتفريط فيما قررته الإرادة الشعبية.. لا.. للمتلونين الباحثين عن دور أي دور.. لا.. لأي صور من المهادنة مع الإرهاب والتآمر علي الوطن.. لا.. للخونة والهاربين من السجون.. لا وألف لا.. لكل من يزعم الانتماء لثورة 30 يونيو ثم يقدم علي خيانة مبادئها ومطالبها. إن الشعب ينتظر الآن الخطوة التالية بعد ان اتضحت نتائج التردي الذي وصلنا إليه نتيجة التنازلات بحجة البحث عن وفاق. من العار ان يتم في هذا الاطار الاستلامي السماح بتفاوض الوفود الأجنبية مع متهمي الجماعة المسجونين علي ذمة قضايا جنائية. حان الوقت للانحياز إلي الشجاعة التي أفرزتها ثورتا 30 يونيو والتجمعات المليونية يوم 3 يوليو باتخاذ القرار الحاسم الذي يعيد للدولة المصرية هيبتها ويفتح الطريق أمام أمنها واستقرارها.. إن مستقبل هذا الوطن لا يمكن أن يتحقق من خلال المواقف الجبانة المستسلمة للإملاءات الخارجية.