كيف انتهت حياة الصغيرة سجدة بهذا الشكل المأساوى؟ سنوات عمرها السبع لم تسعف عقلها الصغير على قول «لا» لجارتها، بعدما نادتها ببساطة وحنو «تعالى العبى عندنا شوية»، سحبت الجارة الطفلة البريئة بهدوء إلى المنزل، زين لها شيطانها إنهاء حياتها بطريقة بشعة، حطمت رأسها فى الحائط وتعدت عليها بالضرب، حتى انتهت حياتها، وتوقفت عن الصراخ بعدما تعطلت كل أجهزة جسدها.. سجدة لن تستيقظ فى السادسة صباحا للذهاب للمدرسة، سجدة لن تعود إلى أسرتها مرة أخرى، سجدة لن تعلب مع أصدقائها فى منطقة النهضة بالقاهرة.. سجدة ماتت. لم تتوقف المتهمة، واستكملت جريمتها بمعاونة زوجها، وضعا الجثمان فى جوال، وتخلصا منه بإلقائه فى إحدى الأماكن الخالية بالقرب من عقار سكنى.. هكذا سجلت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية تفاصيل واقعة قتل الطفلة سجدة على يد جارتها وزوجها، انتقاما من أسرتها فى مدينة النهضة بمنطقة دار السلام في محافظة القاهرة، تفاصيل كثيرة أزاحت عنها تحريات المباحث، ومقطع فيديو أظهر الطفلة مع المتهمة قبل دقائق من العثور على جثمانها. جثمان فى جوال مع دقات الثانية عشر ظهر يوم الاثنين الماضى، ورد إخطارا من شرطة النجدة للمقدم محمد طارق رئيس مباحث السلام ثان، بالعثور على جثة فى جوال ملقاه بمنطقة خالية من السكان، وبمجرد تلقى الإخطار انتقل رئيس المباحث على رأس قوة من مباحث القسم، وكان بصحبته الأدلة الجنائية، وبعد مرور قرابة 15 دقيقة، امتلأ المكان بالمباحث ورواد المنطقة وعدد من سكانها، وفرضت القوات كردونا أمنيا فى محيط العثور على الجثمان. بدأ رئيس المباحث فى معاينة المكان وانتشر عدد من معاونيه فى المنطقة، لمراجعة الكاميرات القريبة من مكان العثور علي الجثمان، وسجل رئيس المباحث ملاحظاته، وكانت: «جثمان لطفلة لم تتجاوز الثامنة أعوام، الطفلة مصابة بجروح وكدمات وتهشم فى الرأس، ويبدو أنها قتلت قبل العثور عليها بقرابة 3 ساعات»، وقبل أن ينتهى رئيس المباحث من مناظرة الجثمان، كان والد الطفلة قد حضر وتعرف عليها، وأخبر المقدم محمد طارق أن الضحية ابنته، وأنها مختفية منذ ساعات، وحضر محقق النيابة وناظر الجثمان، وقرر نقله إلى الطب الشرعى لتشريحه لبيان أسباب الوفاة. السر فى التفاحة لم يغادر رئيس المباحث مكان العثور على الجثمان، وأثناء حديثه مع محقق النيابة حول ملابسات العثور على الجثمان، حضر له معاون المباحث وأخبره بالعثور على فيديو فى إحدى المحلات يرصد آخر ظهور للطفلة، وكان بصحبتها سيدة قبل اختفائها بدقائق. انتقل رئيس المباحث ومحقق النيابة وقاما بفحص الفيديو، الذي كانت مدته قرابة 90 ثانية، وظهرت خلاله الضحية وفي يدها تفاحة، وتوجهت إليها سيدة وأخذت منها التفاحة وتحركا معا، وعرض الفيديو على والد الطفلة، وأكد أن السيدة هى جارتهما وبينهما خلافات مالية. وعلى الفور تتبع رئيس المباحث والمحقق خط سير المتهمة والطفلة، وتبين من خلال تتبع الكاميرات الموجودة بالمنطقة، أن الطفلة دخلت شقة المتهمة، وبعد قرابة 3 ساعات، خرجت المتهمة وزوجها حاملين جوال، يشتبه بأن داخله جثة الطفلة الضحية. أيوه قتلتها عقب الانتهاء من فحص الكاميرات، تم استئذان محقق النيابة بضبط المشتبه فيها، وعلى الفور انطلقت قوة من المباحث إلى محل إقامة المتهمة، وتم ضبطها، واقتيادها لرئيس المباحث ومحقق النيابة، وبمواجهتها بما جاء فى تفريغ الكاميرات، وأيضا اتهام والد الطفلةً لها، انهارت المتهمة واعترفت بالجريمة، قائلة: «أيوة قتلتها.. قلتلها تعالى العبى شويه عندي، وخلصت عليها، وحطيت جثتها فى الشوال.. وبعدين جيبت جوزي عرفته، وأخدنا الجثة ورميتها أنا وهو فى مكان فاضى، بس ده كل اللى حصل». حبس المتهمة بقتل الطفلة سجدة عقب الانتهاء من مناقشة المتهمة، تم استئذان المحقق وألقى القبض على زوجها، وأكد أثناء مناقشته فى محضر الشرطة، ما جاء على لسان زوجته، وتم التحفظ عليهما، وإحالتهما للنيابة، التى باشرت التحقيقات، وسجلت اعترافات تفصيلية وأجرت محاكاة للجريمة وسجلتها بالصوت والصورة، وأصدرت قرارا بحبسهما لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، وطلبت تحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة، وما تزال التحقيقات مستمرة.