د. حازم الببلاوى خلال اجتماعه مع لجنة حكماء أفريقيا .. عمرو موسى خلال استقباله الوفد تعليق عضوية مصر بالاتحاد الإفريقي روتيني ولم يحالفه التوفيق كتب شريف خفاجي ودينا درويش: أكد وفد لجنة الحكماء الإفريقية ان الشأن الداخلي المصري يقرره شعب مصر، مؤكدا علي أن مصر دولة كبيرة ومحورية في القارة، وأن استقرارها هو استقرار للقارة الإفريقية.. جاء ذلك خلال استقبال د.حازم الببلاوي للوفد الإفريقي برئاسة ألفا عمر كوناري الرئيس الأسبق لمفوضية الاتحاد الإفريقي أمس. وأشاد الوفد بالدور المصري الرائد في القارة الأفريقية عبر العصور. وقال إن مهمته هي الاستماع إلي كافة الأطراف من أجل تكوين تصور واقعي وموضوعي حول حقيقة الأوضاع في مصر. وقد أطلع د. الببلاوي الوفد الإفريقي علي تطورات الأوضاع في مصر منذ قيام ثورة الشعب في 30 يونيو 2013 مؤكداً علي أن ما حدث في مصر هو ثورة شعبية شاركت فيها جموع غفيرة من المواطنين للمطالبة بالتغيير، وهو ما أثمر عن وضع خارطة طريق للمرحلة القادمة.. كما استعرض د. الببلاوي الخطوات والإجراءات التي تمت منذ بدء تطبيق خارطة الطريق وحتي الآن، مؤكداً في هذا الصدد أن الحكومة الانتقالية تبذل قصاري جهدها لتهيئة البيئة السياسية والاقتصادية اللازمة لإصلاح التشوهات ونقاط الخلل التي شابت المرحلة المنقضية. ومن ناحية أخري اكد وفد الحكماء الموفد من الاتحاد الإفريقي برئاسة الفا عمر كوناري رئيس مالي الأسبق ان الاجراء الذي اتخذه مجلس السلم والامن الافريقي ليس عملا عقابيا ضد مصر وانما تطبيق لاجراءات سبق ان وافقت عليها الدول الاعضاء في المنظمة بما فيها مصر. وأضافوا خلال لقائهم بأعضاء المجلس المصري للشئون الخارجية امس الأول انهم ارسلوا الي بلد شقيق من الاتحاد الافريقي لكي يستمعوا لكل الاطراف ولنقل رسالة عن السلام والحوار والتأكيد ان كل الاطراف يجب ان يكونوا مستعدين لوقف العنف والدخول في حوار يضم الجميع وانه لاغني عنه ولن يقوم به الا الشعب المصري . وأوضحوا ان الشعب المصري بطبيعته ليس عنيفا ولكن اذا لم يتم تدارك الوضع ربما تتطور الامور الي الاعنف ، واضافوا انهم يشعرون بالحاجة للقيام بزيارات متعددة للقاهرة لمتابعة الموقف ،لافتين الي انهم يشعرون بالتشجيع لما تفعله الحكومة الحالية لتشجيع الحوار والتوافق الوطني كما شعروا من تجوالهم بالقاهرة ان الامور مستقرة ، وان الناس تذهب لاعمالها بشكل سلمي. ومن جانبهم قام اعضاء المجلس بشرح ما حدث في مصر منذ 30 يونيو الذي عبر فيه ملايين المصريون عن رفضهم للنظام السابق ودعوتهم لانتخابات رئاسية مبكرة ، وقد استجاب الجيش واحتضن هذه الموجة الثانية من الثورة ، وطالب القوي السياسية خاصة النظام الحاكم بالاستجابة للمطالب الشعبية . واضافوا ان تدخل الجيش جاء استجابة للخروج الكاسح للشعب المصري واعلانه منذ البداية انه لن يتدخل في السياسة او الحكم ، وقدم الجيش خارطة طريق يتولي بها رئيس مدني الرئاسة المؤقاة وحكومة مدنية لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية . وعقب اعضاء المجلس علي ماذكره اعضاء لجنة الحكماء من ان مجلس السلم والامن الافريقي نفذ بشكل اتوماتيكي اعلان لومي بان هذا الاجراء لم يحالفه التوفيق اذ ان الحالة المصرية حالة فريدة لا تنطبق عليها معايير اعلان لومي. من ناحيته صرح الفا عمر كوناري انه لا يستطيع أن يعطي تقريرا الآن عن زيارته لمصر قبل انتهاء كل الاجتماعات التي يقوم بها الوفد لانه مازال في منتصف المهمة. وحول الأسباب الحقيقية وراء تجميد عضوية مصر في الاتحاد الافريقي، قال كوناري إن هذا القرار مفعل منذ عام 2000 وانه يطبق تلقائيا وانه لا يعتقد أن يكون الاتحاد اختار مصر لمعاقبتها، علما بأن مصر ساهمت وشاركت بشكل كبير في اتخاذ هذا القرار في وقت كانت تشهد القارة الافريقية انقلابات. وردا علي سؤال بشأن رؤيتكم في قرار الحكومة المصرية بفض اعتصام رابعة العدوية والنهضة قال كوناري انه ليس علي اطلاع بهذا القرار، مؤكدا ان ذلك ليس من اختصاصات المهمة المكلف بها الوفد الافريقي وكل ما نريده هو تحقيق النجاح في المهمة المكلفين. وجدد كوناري حديثه بأن مهمة وفد الاتحاد الافريقي الآن هي الانصات والاستماع إلي آراء جميع الأطراف وأنه بعد ذلك سوف نتوصل إلي الاستنتاجات معتبرا انه من الصعب الآن تحديد طبيعة التقرير الذي سوف يقدمه الوفد لرئاسة الاتحاد الافريقي. وأكد أن زيارته والوفد المرافق له هي زيارة صداقة بهدف الإصغاء والاستماع لجميع الأخوة في مصر جميعا دون استثناء مشيدا بالسلطات والجهات المعنية المصرية التي سهلت له والوفد المرافق جميع اللقاءات منها زيارة الرئيس المعزول محمد مرسي، وأيضا لقاءات مع الأزهر والكنيسة وحزب النور. وعن أهم القضايا التي تم مناقشتها مع الرئيس المعزول محمد مرسي قال كوناري لقد حدثنا مرسي وروي لنا الأحداث حسب رؤيته الشخصية ونحن نقلنا للجميع رسالة أخوة واننا نري أنه ينبغي ان يتوقف العنف وعلي كل طرف أن يساهم في ذلك. وقال كوناري انه علي ثقة بأن الأمر يعود للمصريين أنفسهم بأن يوفروا الظروف الملائمة اللازمة للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد لأن مصر بلد افريقي وعربي عظيم في العالم. وأشار إلي أن التظاهر السلمي هو أحد دلائل الديمقراطية ولا ينبغي أن تخرج هذه المظاهرات والتظاهرات عن مسارها الطبيعي وطريقها السليمي، كما لا ينبغي حدوث عنف فيها وعدم السماح لاشخاص مسلحين المشاركة فيها. وتابع أن الصعوبات التي تواجه الآن يمكن تجاوزها وينبغي أن يستفيد كل طرف من الدروس والعبر للأحداث مضيفا ان لهذا البلد تاريخا طويلا ومصر بلد الثقافة والتعددية. وتعملون كما اعلم ان الشعب المصري من حيث الجوهر ليس شعبا عنيفا يتسم بالعنف ليس هناك ما يدعوه اطلاقا لذلك. واكد عمرو موسي الامين العام السابق لجامعة الدول العربية وعضو جبهة الانقاذ خلال لقائه مساء أمس الأول بوفد الاتحاد الإفريقي ان ما حدث في مصر ثورة شعبية شاملة نتيجة سوء إدارة الإخوان ، وفشلهم في حكم البلاد ، وهو ما جعل الشعب يطالب بتعديل المسار. وأكد " موسي" خلال اللقاء الذي استغرق ساعتين وتم خلاله مناقشة الوضع الحالي حول علاقة مصر مع دول الاتحاد الإفريقي ان خارطة الطريق تعبر عن مطالب المصريين ومحددة بجدول زمني ، وان الخلاف القائم هو خلاف سياسي ويقوم علي اعتراض الشعب علي سوء إدارة الدولة والذي أدي لتدهور الوضع الاقتصادي والأمني وأحدث ارتباكا في السلم الاجتماعي. وأضاف أن مصر دولة كبيرة تسع الجميع وأن المصريين الآن ماضون في تحقيق الديمقراطية الحقيقة بمفهومها الذي يحتوي كافة أطياف المجتمع. ومن جانبه شدد الوفد لموسي علي مدي اهتمام الاتحاد الإفريقي بتطورات الوضع في مصر ، كما أبلغوه بانطباعهم بعد زيارة محمد مرسي الرئيس المعزول ، ونقلوا له مطالبتهم كافة الأطراف بوقف العنف والتوجه نحو المستقبل لإعادة بناء الدولة. وقال ألفا عمر كوناري رئيس الوفد إنهم موجودون في مصر حتي الاثنين المقبل للاتصال بكافة الجهات التي تريد التعبير عن آرائها في الوضع الحالي ، فضلا عن عزمهم الاجتماع بالأحزاب المصرية ذات التوجه الديني بمختلف أطيافه للاستماع لمقترحاتهم وتقديم تقرير شامل عن نتائج الزيارة لمجلس السلم والأمن حال عودتهم. ووصفت السفيرة مرفت تلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة موقف الغرب تجاه ما يحدث في مصر بأنه موقف مخز، وأن محطات التليفزيون الغربية تنقل الواقع بصورة مخالفة تماما، موجهة نداء للمسئولين بعدم إعطاء اعتبار كبير للغرب. وقالت تلاوي إن وفد لجنة حكماء إفريقيا الذي زار المجلس أمس تأثر بالبيانات التي عرضها المجلس من صور وأفلام ترصد حجم ثورة 30 يونيو، بالإضافة إلي أحداث العنف والفصيل المتسبب فيها، والمشاهد المؤثرة للأطفال الحاملين لأكفانهم، ومشاهد التعذيب وإلقاء المواطنين من فوق الأسطح وقطع الطرق. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته السفيرة مرفت تلاوي رئيس المجلس امس لاستعراض رؤية المجلس في كافة الأحداث التي تشهدها المرحلة الانتقالية. وأوضحت تلاوي انها اثارت خلال لقائها مع وفد لجنة الحكماء، موقف وقف عضوية مصر من الاتحاد الإفريقي الذي أثر في المصريين نفسيا، لأن ذلك التصرف جاء من الأخوة الأفارقة، لافتة إلي أن الوفد الإفريقي أكد لها أنه طالب بزيارة مصر قبل ثورة 30 يونيو للوقوف علي حقيقة الأوضاع بمصر ولكن النظام السابق رفض. وذكرت تلاوي أن الوفد الإفريقي طالب بالاستعانة بالمواد الفيلمية التي عرضها المجلس، عند إعداد التقرير الخاص باللجنة الإفريقية رفيعة المستوي.