احتجاجات مصرية فى دمشق ليبراسيون : الخناق بدأ يضيق علي الرئيس مرسي واشنطون بوست : شبح انهيار الدولة يخيم علي مصر المنقسمة فاينانشيال تايمز : مصر في حاجة إلي وفاق وطني ورجل دولة تركزت أنظار العالم علي مصر أمس بدرجة غير مسبوقة مع انطلاق مظاهرات الأحد . وأسهبت كبريات الصحف العالمية من خلال أقلام كتابها وتقارير مراسليها وتحليلات كبار محلليها في رصد المواجهات الدائرة الآن بين مؤيدي نظام الرئيس محمد مرسي ومعارضيه ، والتي يكاد الجميع يتفق علي أنها إعلان ختامي ل " مقتل الديمقراطية و موت السلمية " ، حال استمرار نزيف الدماء ، وإصرار طرفي الصراع المميت علي موقفه . يقول الكاتب السياسي الأمريكي المتخصص في الشأن المصري بصحيفة " نيويورك تايمز " والمتواجد الآن بالقاهرة : " إن شوارع مصر الآن بعد بدء مظاهرات الأحد أصبحت براميل بارود تنتظر أي شرارة حتي تنفجر . وأضاف أن من يسير في شوارع مصر يري في أعين الناس نظرة لم يألفها من قبل كلها ترقب للأسوأ الذي يتوقعه الجميع .وقال إن الديمقراطية المصرية فشلت بعد ثورة يناير والسلمية ماتت ، وأن ما يحدث الآن هو الدليل . وأوضح كيركباتريك يوم أمس شهد عملية تجييش سواء في صفوف الإسلاميين خاصة الإخوان المسلمين مؤيدي الرئيس مرسي ، أو في صفوف المعارضين له علي حد سواء . وأكد كيركباتريك إنه في الوقت الذي يراهن فيه المعارضون علي تدخل الجيش لإنهاء حكم مرسي ، يراهن الإسلاميون علي قدرتهم علي حماية الرئيس من إسقاط نظامه . بداية انهيار جديد وقال كيركباتريك إن المجتمع المصري يشهد انقساما غير مسبوق في تاريخه ، وأن كل طرف سواء المؤيدون لمرسي أو المناوئون له يتربص بالآخر ، ويريدها أن تكون المعركة الأخيرة في المواجهة ، وأن ما يسيطر علي المعارضين هو أن الأحد لا بد وأن يكون نقطة اللاعودة في مسألة خروج مرسي من السلطة وهذا ما لن يسمح به الإسلاميون أيا كان الثمن ، ومن ثم فلا يبدو في الأفق بادرة أمل لتلاقي الطرفين بعيدا عن لغة الدم . وقالت صحيفة " واشنطون بوست " الأمريكية إن هناك مخاوف مبررة الآن في الشارع المصري بعد بدء مظاهرات الأحد بأن يكون هذا التاريخ هو بداية انهيار آخر ما تبقي من دولة القانون والنظام .وذكرت الصحيفة بالانفلات الأمني وغياب الشرطة واضطرار المصريين إلي حماية أنفسهم وممتلكاتهم بأنفسهم أثناء ثورة 25 يناير ضد الرئيس السابق حسني مبارك . ونوهت الصحيفة إلي أن أحدا من المعارضة أو الإخوان المسلمين - كما يبدو من المشهد - لن يتنازل عن موقفه ومن ثم فإن التوافق يبدو مستحيلا ولليوم الثاني علي التوالي تواصل صحيفة " فاينانشيال تايمز " تغطية المشهد المصري وكان أبرز ما ذكرته هو أن ما يحدث الآن في مصر بعد انطلاق مواجهات الأحد ليس هو المستقبل الذي حلم به المصريون الذين ضحوا بحياتهم لإسقاط نظام مبارك . وأضافت الصحيفة ان مصر تبدو الآن بوضوح في أمس الحاجة إلي أمرين : وفاق وطني ورجل دولة . وقالت الصحيفة إن هناك استعراضا للقوي بدأ أمس بين الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخري والمعارضة علي اختلاف انتماءاتها مما يجعل وقوع مواجهات دموية أمرا يصعب تفاديه . وتقول الصحيفة إن محمد مرسي تعهد عندما انتخب رئيسا لمصر قبل عام بأن يكون رئيسا لكل المصريين ، إلا أنه ظل خاضعا لنفوذ جماعة الإخوان المسلمين التي "جلبته" إلي السلطة ، ليكون رئيسا غير كفء وعامل انقسام. وتتحدث الصحيفة عن الغليان في الشارع المصري والمظاهرات الضخمة التي تسيرها المعارضة لإجبار مرسي علي التنحي ، والتي استبقها الإخوان المسلمون وبقية الجماعات الإسلامية باستعراض قوة في الشارع المصري ، ما يجعل الاشتباكات العنيفة أمرا يصعب تجنبه. ومع ذلك ، توقفت الصحيفة عن موقف الجيش ، الذي قطع علي نفسه بأنه لن يقف مكتوف الأيدي ليري البلاد وهي تندفع إلي نفق مظلم. وتشير الصحيفة إلي أن الانتقال من الديكتاتورية غالبا ما تصاحبه الفوضي . وأن مرسي الذي ورث انهيار الأمن الاجتماعي في مصر لم يستطع بناء الإجماع الذي يحتاج إليه للتعامل مع هذا الوضع. وبدلا من ذلك أبدي هو وجماعة الإخوان المسلمين ميلا لاحتكار السلطة والسيطرة علي مؤسساتها، كما هي الحال مع السلطة القضائية. وتقول الصحيفة إن خطاب مرسي الذي ألقاه الأربعاء في نحو ثلاث ساعات جعله يبدو بمظهر المصاب بالبارانويا " جنون الاضطهاد" والمتعطش للسلطة . وتخلص الصحيفة الي أن تحقيق الإجماع هو الطريق الوحيد أمام مرسي لكي يستمر، فمصر بحاجة إلي حكومة شاملة تضم جميع الأطراف، أي حكومة وحدة وطنية تبني علي برنامج طوارئ لاستعادة الأمن وإعادة تسيير الاقتصاد وإعادة النظر في الدستور والتحضير لانتخاب برلمان جديد. حلم انتهي بكابوس وتتساءل " أوبزرفر " البريطانية في عنوان افتتاحيتها "هل يمكن لروح الربيع العربي ان تبقي في مصر؟" مشيرة الي أن مصر ذات الحضارة العريقة التي تضم اليوم نحو 85 مليون نسمة كانت تلعب دائما دورا قياديا في العالم العربي. وعندما نهض المصريون لإسقاط " 30 عاما من ديكتاتورية حسني مبارك"، فإنهم صنعوا مفهوما غائم الملامح هو الربيع العربي، وكان واقعا ملهما للمضطهدين في كل مكان وليس العرب فقط. وتشدد الصحيفة علي أنه إذا قدر لمصر أن تنحدر الآن إلي الفوضي فأن تأثيرات ذلك ستنعكس علي مجمل المنطقة، وسيكون أمرا مفزعا لأولئك الذين يشاركون المصريين الأمل في التحرر. وتخلص الصحيفة في افتتاحيتها إلي أن "مصر لا تحتمل القتال، وإن العالم العربي بمجمله ينتظر خياراتها. فالربيع العربي، هذا النمو الهش، ينتظر فرز نموذجه، وتعويذة الثورة (خبز، حرية، عدالة اجتماعية) ينبغي تبجيلها، ولكن الخبز يأتي أولا". أما صحيفة " شيكاغو تربيون " الأمريكية فعلقت علي مظاهرات الأحد بأنها ستحدد أي مسار ستنطلق فيه مصر في الفترة القادمة ، الحرب الأهلية ، الوفاق الوطني ، استمرار الكر والفر السياسي بين الإخوان والمعارضة ، وتحويل الاحتقان الممزوج بالدم إلي صيغة مستمرة في التعايش غير السلمي بين الطرفين ، وسط حالة من الغضب الشعبي بسبب تدهور الأحوال المعيشية خاصة بالنسبة للمواطن الفقير والطبقة المتوسطة التي طالما كانت تحلم بحياة أفضل بعد الثورة وخلع مبارك . الجيش ودوامة العنف وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الموقفين المتعارضين بين أنصار النظام ومعارضيه قد يؤدي إلي نهاية كارثية في الذكري السنوية الأولي لتنصيب الرئيس المصري. ومن ناحيتها, كتبت صحيفة " لوموند" اليومية الباريسية تحت عنوان "مصر والفشل الثلاثي للإخوان المسلمين" أن مصر تمر حاليا بأوقات صعبة وربما تكون حاسمة بالنسبة لمستقبل الديمقراطية في أكبر بلد عربي. وأشارت إلي أن أجواء " حرب أهلية وليدة " تسود في شوارع القاهرة وغيرها من المدن المصرية الكبري ، حيث تواجه " مصر العلمانية" ، التي دعت للاحتجاج الأحد، و " مصر الإخوان المسلمين" وهو ما دفع الجيش المصري إلي الانتشار في أنحاء البلاد لحماية المباني الحكومية، وهدد بالتدخل ضد الدوامة التي تقود البلاد إلي صراع لا يمكن السيطرة عليه. وأضافت " لوموند" أن مرسي، أول رئيس منتخب " ديمقراطيا في تاريخ مصر وأول رئيس مدني يتولي المنصب " يحتفل اليوم بالذكري الأولي لتنصيبه ولكن في أجواء " قاتمة" . وذكرت الصحيفة أن نتائج العام الأول من ولاية النظام الحالي في مصر " كارثية" خاصة علي الصعيد السياسي حيث لم يتمكن الرئيس من إيجاد طريقة لجمع التيارات السياسية ، إلا أولئك الذين من في السلطة التي يمثلها..غير أن أنصاره يقولون أن " المعارضة العلمانية" رفضت المقترحات التي قدمها الرئيس للانفتاح علي الاخرين " والحقيقة هي أن الرئيس قد ظهر دوما بأنه متردد ، وغير قادر علي الحفاظ علي مسار واضح" . مصر علي صفحات »جارديان« البريطانية ميدان التحرير يتصدر صحيفة » واشنطون بوست« الأمريكية