ذهب محمود أحمدي نجاد، الذي ينتمي إلي التيار المحافظ، وأصبح رئيسا سابقا.. وجاء حسن رحماني، الذي ينتمي إلي التيار الإصلاحي ليكون رئيسا جديدا للجمهورية الإيرانية.. والذين تصوروا أن سياسة إيران الداخلية والخارجية سوف تتبدل أو تتغير، لا يدركون أن تغيير الوجوه لا يعني بالضرورة أي تغيير في السياسة التي ينتهجها النظام القائم في إيران، لأن هذه السياسة تقوم علي قواعد ثابتة يرسمها ويحددها المرشد الأعلي للثورة، الجالس علي عرشه في مدينة »قم« ولأن رئيس الجمهورية ليس سوي أحد التابعين العاملين في بلاط الولي الفقيه، صاحب القرار الوحيد الذي لا راد لكلمته، ولا خروج علي رغباته، فهو الذي يختار رئيس الجمهورية، ورئيس الحرس الثوري، ورئيس البرلمان أيضا.. ولأن محمد خاتمي، زعيم التيار الإصلاحي الذي رشح حسن رحماني ليتولي رئاسة الجمهورية خلفا لأحمدي نجاد، يدين بالولاء والطاعة للولي الفقيه »علي خامئني«، المرشد الأعلي للثورة، ويخضع له خضوعا كاملا، مثله في ذلك مثل جميع رجال الدين الإصلاحيين، الذين لا يجرؤ واحد منهم علي التمرد حتي لا يتهم بالخيانة، ويكون مصيره السجن أو الإعدام!! وإذا كان الرئيس الإيراني الجديد حسن رحماني - الذي لم ينطق بكلمة واحدة أثناء جولاته الإنتخابية عن المشروع النووي الإيراني - قد أدلي بعد إعلان نتيجة الانتخابات بتصريحات مقتضبة، فهم منها البعض أنه علي استعداد لمهادنة الغرب، والدخول في مفاوضات مباشرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن هذا البعض غاب عنه أن النظام الحاكم في إيران، يعتنق ، ويؤمن، ويلتزم بمجموعة من المبادئ في مقدمتها التضليل، والمماطلة، والمراوغة، لكسب مزيد من الوقت يتيح له تحقيق الأهداف والمرامي، التي حددها مفجر الثورة »روح الله الخوميني«، في محاضراته، وأحاديثه، وكتبه، ورسائله، ووصاياه، وأولها استخدام الثروات الإيرانية في نشر التشيع شرقا وغربا، لإعادة الأمجاد الفارسية القديمة، وإقامة الإمبراطورية الشيعية النووية علي أنقاض الأنظمة القائمة في المشرق العربي، وخاصة مصر، قلعة الإسلام الوسطي السني!!