استغرب ممن يشكك في حدوث تجريف وإفراغ للكفاءات المصرية التي تستطيع القيادة أو العمل في كافة القطاعات بكل نجاح واقتدار، ويزداد استغرابي من مقولة أن فلانا رفض الموقع القيادي أو غير ذلك وكأن مصر لا يوجد بها سوي هذه العناصر المعدودة علي الأصابع، مما يدفعهم إلي اختبار أهل الثقة وتجنب أهل الخبرة. إن مصر لديها كفاءات وكوادر عالية المستوي تعمل في الداخل والخارج وتمتلك من الرؤية والخبرة ما يجعلها تحقق ميزات نسبية في المجالات التي تعمل فيها، ومما استوقفني حديث أحد الأصدقاء حول استبعاد عشرات الكفاءات وأصحاب الخبرات من ابناء شركة مصر للطيران، ممن تم تحويلهم إلي مستشارين أو من يجلسون في منازلهم ويتقاضون رواتبهم ولم تستفد الشركة من خبراتهم التي اكتسبوها علي مدار ال 25 عاما الماضية سواء داخل مصر أو خارجها، وعندما استمعت إلي بعض هذه الاسماء وجدت نفسي أعرف بعضهم ممن حققوا نجاحات كبري خلال فترة عملها خارج مصر، وساهم بعضهم في تحقيق نمو ملحوظ في مبيعات شركته، ولم تنظر الشركة إلي ما حققه هؤلاء بل حظي أهل الثقة بالمواقع، وأهل الخبرة تركوا في حال سبيلهم يجلسون في منازلهم دون الاستفادة بمسميات وظيفية لا قيمة لها. كل ما نتمناه أن تستفيد مصر من خبرات أبنائها.