نعم الباز جلس الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف مع الرسول صلوات الله عليه وسلامه علي سطح بيت الرسول بالمدينة وإذا قوافل عبدالرحمن بن عوف الآتية من الشام تسد الطرقات وتعفرها ويغلق الناس أبوابهم فقال رسول الله: هيه يا عبدالرحمن هذه سبعون قافلة لك تعود محملة بالخير وتعفر طرقات المدينة.. ويختفي الناس خلف الأبواب.. ماذا أنت فاعل بما يجول في خاطر هؤلاء الناس؟ قال عبدالرحمن بن عوف: هي لهم يارسول الله فلست بمن يخرج علي الناس بما ليس لهم ولست ممن يخرج الحسرة من القلوب. ووزع أغني أغنياء الدعوة السبعون قافلة علي أهل المدينة لمجرد أنهم شاهدوها وليس لهم فيها.. أسوق هذا المشهد القديم وأنا أسمع خبر تقديم الإخوان المسلمون للمهندس خيرت الشاطر ليولوه علينا رئيسا بعد أن أمسكوا بتلابيب كل شيء حتي واصلوا نهمهم للسلطة إلي تأسيسية الدستور وأصبحوا قوة طاردة لكل كفاءات البلد وكل ذي ثقة من الناس لينوبوا عنا في تدبيج دستور البلاد.. أصبح الدستور بين يديهم والمجلس بين يديهم.. ولو ان المجلس كشفهم تماما لأنهم تفرقوا ولم تصبح المنصة وعليهارجل كفء تسيطر عليهم فما هو بسيط أو قليل ظهر النهم للسلطة في عزف منفرد بينهم وظهر البرلمان ضعيف الأداء كل همه سحب الثقة من الجنزوري وهي ليست وظيفة البرلمان.. فيما أعلنت الجماعة عشرات المرات بعدم نيتها لترشيح أحد أعضائها للرئاسة بل ظهرت روح المؤامرة المعروفة لدي الجماعة حينما سحبوا العضوية من المناضل السياسي الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.. وفجأة أعلنوا ترشيح نائب مرشد الجماعة المهندس خيرت الشاطر جدا الذي لعب علي كل الأحبال ونال القناطير المقنطرة من الذهب والفضة.. وأصبح الشارع السياسي بل الشارع المصري كله متعجبا لهذا الغرض وتراجعنا فكريا للعفو الذي أصدره العسكر عنه ولا يمكن أن نلغي العلاقة بين العفو والتقدم للترشح للرئاسة، ولكن العلاقة بين العسكر والإخوان أصبحت تأخذ أشكالا كثيرة ولكنها مثل العلاقة الزوجية فلا طلاق بائن وعودة للعش فقد أصبحت العلاقة بين الإخوان والعسكر لعبة في يد الجماعة، وقد كتبت من قبل ان الجماعة في الشارع السياسي ليست لها خبرات ولا استراتيجيات محسوبة وذلك لأن الخلافات الداخلية والنهم علي تقسيم الكعكة جعلهم يختلقون خلافات تبدو أحيانا نهائية كالطلاق البائن والكل يبحث عن محلل بين القيادات وبعضهم!! أذكر الشاطر وهو عبدالرحمن بن عوف الجماعة أذكره في مقدمة مقالي بما فعله عبدالرحمن بن عوف مع أهل المدينة.. لعل الخلافات عليك ياسيدي فاقت الخلافات علي الجنزوري في مجلس الشعب ولعلك تعلم حال البلد فما عليك إلا أن ترفع يدك عن ما تملك وتقدمه لبلدك ربما نفعك هذا في القبول عند الشارع المصري.. أما الشارع السياسي فقد أحكمت الجماعة السيطرة عليه منذ الانتخابات والاستفتاء ولله الأمر من قبل ومن بعد. عن المتربحون من إعاقات البشر لماذا هذا التلكؤ في كشف المتربحين من العمل الخيري التطوعي؟ لماذا ترك هذه الشريحة ما أكبرها من المتربحين بالجمعيات الخيرية التي تحتضنها وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية.. أكثر من خمسين ألف جمعية تبدأ التربح فيها من مليون جنيه إلي ملايين الدولارات حسب قدرات العاملين عليها والممسكين بتلابيبها والمقيمين للندوات والمعارض حسب قدراتهم علي التواصل مع الخارج. ومنهم من من الله عليهم بقدرات في جمع المعلومات عن مصر وخبايا مصر لكشف واقع مجتمع يتربص به الخارج ويخونه بعض الداخل ولكن الثورة سوف تأتي عليهم لا محالة فالأوراق أصبحت مكشوفة. جمعيات اليتامي تتباري في التليفزيون بصورهم مع احتضان سيدات لهم بابتسامات بلهاء لطلب الصدقة من بلهاء أمام التليفزيون ولا يعلمون أن هذه الجمعيات استثمرت الأيتام لأكثر من عشرين عاما وجعلت من إعلاناتها أفلاما صامتة.. مرة رجلا يسحب (جاموسة عشر).. ومرة لأطفال ملأ الدمع عيونهم. أعرف رجل تربح من إدارة جمعيات معوقين تتصل بالأمريكان انتقل في أربعة أعوام من البحث عن شقة في المهندسين إلي فيلا في بفرلي هيلز أكتوبر بحديقة وحمام سباحة عن طريق الأمريكان واللف كعب داير في الدول العربية التي تتبعه ونجح في لف الشرنقة حول نفسه حتي لا يراه أحد ونجح في احاطة نفسه بعصبة ينتفعون من فتاته ويدبر لهم أعمالا لمن لا يجد عملا من ذويهم مغمضي الأعين عن أخطاء فادحة وتربح يحتاج لتحقيقات مع جهاز الكشف غير المشروع. وهل يبحث جهاز الكسب غير المشروع عن الذين تربحوا من الداخل مع ان التربح من الخارج يدخل فيه أخبار مصر وإماطة اللثام عما يحدث في المجتمع المصري. الفساد في مصر أصاب أول ما أصاب ضمائر الذين يتخذون من عمل الخير سلما إلي البنوك والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، هؤلاء الذين لا يعرفون لله عنوانا ويصلون ويصومون ويعتمرون ويختمون المصحف في إسلام وصولي لا يعلمون ان الله لهم بالمرصاد. ولكن علي الدولة أن تكون جهازا من الشرفاء للبحث في أوراق أكثر من خمسين ألف جمعية أهمها جمعيات الأيتام التي تربحت وأثرت وانتقل القائمون عليها من عصر (الزنوبة) في القدم إلي عصر مارينا في الصيف والسخنة في الشتاء واختلط الحابل بالنابل وارتدت السيدات الحجاب وتحته عقل نهم للمال يبحث عن الحصول علي المعونات سواء بدغدغة عقول الجالسين أمام التليفزيون باثنين من اليتامي في حضن سيدة من اللائي تحولن إلي الوعظ وكأنها (تشحت عليهم) بأحاديث الرسول، »وأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر« وهي لا تعلم أنها تخطف القلوب وتفتح الجيوب من أجل مزيد من الرصيد في البنك لأصحاب جمعية الأيتام وليس من أجل الأيتام. وأمام هذه الجمعيات أطفال الشوارع الذين وصل تعدادهم في القاهرة إلي ثلاثة ملايين طفل إحدي نتائج ندوات المعطرات والجالسات في حجرات مكيفة الهواء وإذا سألتهم عن نتائج الندوات (والبتي جاتو والشاي) قالوا بكل بساطة (نحن جهة بحث) وكأن أولاد الشوارع فئران تجارب. فليخرج التليفزيون بالكاميرات لهؤلاء الأطفال بدلا من تمثيليات الطفلين في حضن الواعظة المبتسمة معتقدة انها السيدة نفيسة رضي الله عنها وناتج حنانها وابتسامتها يدخل في حسابات في البنوك. ابحثوا عن هؤلاء وشكلوا لجانا لهم. إن فسادهم فساد يستعمل كتاب الله وأحاديث رسولهم.. انهم يستثمرون اليتامي أقوي استثمار واليتامي في ملاجئ وزارة الشئون يعيشون علي فتات الوزارة، بينما تفتح أبواب الملجأ بالليل للشواذ والباحثين عن افراغ شذوذهم بقروش معدودة يأخذها الحراس والمشرفون ويتركون الولدان نهما للاغتصاب وممارسة الشذوذ. إن الوزارة المسئولة عن الخبز والبوتاجاز ومسئولة أيضا عن الآلاف من الأطفال والنساء والذين تعطي أصحاب الأظافر الطويلة الملونة بالمانيكير وأصحاب النهم للمال بكل الطرق حتي لو كان علي حساب الفقراء والمعوقين وأصحاب القدرات علي ممارسة الاستخبارات المقنعة مع كل الجهات الأربع وذلك لجمع المال باسم الجمعيات المختلفة تحت مسميات كثيرة تقطع القلب في مصر ولكنها تسحب دولارات ودينارات ويوروهات ودراهم وريالات من يريدون التواصل مع معلومات تفيدهم بدهس مصر وتدمير قدراتها علي التواجد القوي سواء في العالم العربي أو حول العالم. فلينقذنا أي مسئول في الدولة بتحويل هذه الجمعيات إلي جهاز الكسب غير المشروع ولو إنهم يحضرون أوراقهم منذ فترة خوفا من دهسهم بأقدام البحث عما يحدث في مصر من تجاوزات وما أكثرها.