من حقنا الاحتفال سنويا بعودة سيناء بالكامل الي حضن مصر، بعد غياب واستنزاف استمر نحو 6 سنوات من قبل المحتل الاسرائيلي الذي تلقي ضربات موجعة ومهينة عصر السادس من اكتوبر عام 1973م، ضربات أكثر وجعا وايلاما مما نلناه في صبيحة الخامس من يونيو 1967م، اثر ضربته الجوية المباغتة لقواتنا الجوية، وما تلا ذلك من احتلال كامل لتراب سيناء في مهزلة لم يشهد التاريخ مثلها. وبعد أن حققت قواتنا المسلحة نصرها المؤذر بعبورها قناة السويس قبل غروب شمس السادس من اكتوبر 1973م، ورفع العلم المصري فوق تراب سيناء، صرخت اسرائيل لتطلب النجدة والانقاذ من حماتها الغربيين.. اوقفوا الحرب.. اوقفوا الحرب، اسرائيل معرضة للابادة، وهنا بدأ العالم الغربي يتحرك، واستجابت مصر لنداءات السلام، ووافقت علي وقف الحرب بعد أن تغير الموقف عسكريا وسياسيا وميدانيا. وهكذا استعادت مصر بدماء وجهد وعرق وفكر المخلصين من أبنائها عبر الحرب والسلم والتفاوض أرضها المحتلة، باستثناء منطقة طابا، اذ تلكأت اسرائيل كعادتها، ولم تنسحب منها، ولم تقبل القيادة السياسية هذه المماطلة ولم ترضخ ولم تفرط في حبة رمل من رمال سيناء، ولجأت مصر الي التحكيم الدولي. وخاضت مصر معركة قانونية فريدة، بتشكيل فريق وطني متكامل ومتنوع من خيرة رجالها، عكفوا علي اعداد الدفوع والحجج القانونية الدولية اليقينية والوثائق الدامغة والخرائط ، وقدمت مصر الملف الكامل لحقها الأصيل في منطقة طابا، وتدارس القضاة الدوليون بمحكمة العدل الدولية دفوع الطرفين المصري والاسرائيلي. وفي جلسة تاريخية تابعها العالم، صدر حكم المحكمة الدولية باجماع الاراء بأحقية مصر في منطقة طابا، لتسترد مصر بهذا الحكم كامل سيادتها علي ارض سيناء.. هنا من حقنا أن نفرح ونتذكر ونحيي مناسباتنا التاريخية.